دق المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، ناقوس الخطر، مُعلنا عن النقص الكبير في مخازن الدم نظرا للنقص الملحوظ في عدد المتبرعين بالدم، متوجها بالنداء لجميع موظفي مراكز تحاقن الدم وبنوك الدم، ومهنيي قطاع الصحة، من أجل المبادرة إلى التبرع بالدم، وبذل مجهودات إضافية لاستقطاب أكبر عدد من المتبرعين. وقال الدكتور محمد بنعجيبة، مدير مركز تحاقن الدم، " إن عددا مهما من المرضى الذين يحتاجون إلى الدم في اللحظات المستعجلة، إذا لم يسعفوا بأكياس الدم المطلوبة ماتوا لا محالة، إذ أن هناك من المرضى من يتفاقم مرضهم أو يكون عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة عند التأخر في مده بأكياس الدم التي يحتاجها"، مبرزا أن المريض الذي يعاني السرطان على سبيل المثال مهدد بفشل العلاج الكيميائي إذا لم يحصل على الدم في الوقت المناسب. وتوجه بنعجيبة صوب مهنيي الصحة، مناشدا إياهم " تصدر مشهد التبرع بالدم سلوكا وممارسة"، داعيا المهنيين من أطباء وممرضين وإداريين واعوانا إلى " أخذ زمام المبادرة ليكونوا قدوة للمواطنين وقاطرة للنهوض بهذا المجال حتى لا يكون أن خصاص للدم في أية منطقة بالمغرب". وأوضحت المسؤولة عن حملات التبرع بالدم والتواصل بالمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، الدكتورة نجية العمراوي، لجريدة " العمق"، أن المغرب وسائر بلدان العالم يعيشون فترة حرجة خلال العطل وفصل الصيف وموسم الأعياد، لافتة إلى أن المراكز الكبرى على مستوى الرباطوالبيضاء ومراكش وفاس تحتاج إلى احتياطي كاف من الدم بسبب الأعداد الكبيرة للمرضى داخل المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة. وناشدت الدكتورة العمراوي التي كانت تتحدث بحرقة، المواطنين المغاربة على تفهم هذه الظرفية التي تعيشها منظومة تحاقن الدم بالمغرب، لافتة إلى أن كل من عاش تجربة مريض من الأفراد العائلة ممن احتاج إلى كيس دم إلا ويقتنع بأهمية هذا الفعل وأثره في إنقاذ حياة المرضى وفي رفع المعاناة على كثير منهم. وأوضحت المتحدثة أن الرباط تحتاج إلى ما بين 250 و300 كيس في اليوم، فيما تحتاج البيضاء إلى 350 و400 كيس يوميا، موضحة أن المراكز تقوم بتسيير وتنظيم عملية التبرع ضمانا للاستمرارية، ناهيك عن إشكالية مدة صلاحية الدم ومشتقاته، ذلك أن الصفائح لا تبقى صالحة سوى 5 أيام، و42 يوما للكريات الحمراء. وأفادت المتحدثة أن أكبر مشكل تعاني منه منظومة التبرع بالدم بالمغرب، انتظام المتبرعين طيلة السنة، ذلك أن المركز بحاجة لعدد يومي مضبوط يوميا، مؤكدة أن الرجل باستطاعته التبرع مرة كل شهرين، فيما بمقدور المرأة التبرع مرة كل ثلاثة أشهر، موجهة المواطنين إلى استفسار المسؤولين عن كل ما يهمهم علاقة بالموضوع، خالصة إلى أن المجهودات الجبارة لموظفي تحاقن الدم ومبادرة المواطنين مكنت من التوفر على 313 ألفا و680 كيس دم عام 2016.