دق المركز الجهوي لتحاقن الدم بالبيضاء ناقوس الخطر بشأن نفاذ مادة "الصفائح" نتيجة غياب المتبرعين بالدم خلال شهر رمضان بسبب الحجر الصحي الليلي، الأمر الذي يهدد حياة العديد من المرضى بمستشفيات العاصمة الاقتصادية وباقي المستشفيات بالجهة، ما قد ينذر بكارثة حقيقية في حال لم يتم التدخل لإيجاد حل لهذه المشكلة. ونبهت الدكتورة أمال دريد، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالبيضاء، إلى نفاذ مادة "الصفائح" بعد خمسة أيام من شهر رمضان. وقالت في هذا الصدد" لدينا احتياطي مخزون الدم قبل حلول رمضان يمكن استغلاله خلال ثلثين من هذا الشهر الفضيل بالنسبة للكريات الحمراء، لكن الإشكالية مطروحة في الصفائح لأن مدة صلاحيتها لا تتعدى خمسة أيام، وبالتالي بعد مرور خمسة أيام أصبحنا لا نتوفر على هذه المادة، أي "صفر كيس من الصفائح" "ّ، مؤكدة أن الوضع لا يحتمل الانتظار، خاصة في ظل وجود أطفال مرضى السرطان، ومرضى القصور الكلوي (غسيل الكلي) والأطفال الذين يعانون من مرض الطلاسيميا، وأن هؤلاء لديهم احتياج من مادة الدم كل أسبوعين، فضلا عن احتياجات المستعجلات وغيرها من المستشفيات بالجهة. وتساءلت دريد قائلة "نحن نستعمل 200 كيس من الدم كل يوم، كيف سنلبي هذه الاحتياجات وعدد المتبرعين لا يتعدى خمسة أشخاص وأحينا أقل وأحيانا أخرى بدون صفائح كما حدث أول أمس الأحد لأنه لم يكن هناك متبرع، ولتوفير هذه الصفائح لا بد من وجود "متبرع يومي"، مضيفة أن الحل يكمن في منح التراخيص من قبل السلطات المحلية للمتبرعين من أجل الحضور إلى مراكز تحاقن الدم بعد الإفطار للتبرع بهذه المادة، لأنه لا يمكن للصائم التبرع، حيث يشترط في المتبرع أن يكون قد تناول وجبة غذائية. وأكدت مديرة المركز أن هناك مواطنون وجمعيات المجتمع المدني مستعدون للتبرع بالدم في رمضان، لكنهم يواجهون بمشكل الترخيص الذي يسمح لهم بالتنقل ليلا إلى مراكز تحاقن الدم التي تشتغل بعد الإفطار، داعية الجهات المختصة إلى التعجيل بإيجاد حل لمسألة التراخيص للتمكن من توفير هذه المادة الحيوية، لأنه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع. وأوضحت مديرة المركز أن إشكالية التبرع بالدم والخصاص في مادة "الصفائح" مطروحة على الصعيد الوطني، لكن بشكل أكبر بجهة الدارالبيضاء التي تستهلك 25 في المائة من معدل الاستهلاك الوطني من هذه المادة، مشيرة إلى أنه، على سبيل المثال، إذا كانت مدينة الرباط تستهلك 60 كيسا ووجدة 40 كيسا في اليوم في الأيام العادية، فإن مدينة الدارالبيضاء لا يقل استهلاكها عن 600 كيس في اليوم. وأفادت المتحدثة ذاتها، أنه في ظل فيروس "كوفيد-19" انخفضت العمليات الجراحية نسبيا، لكن رغم ذلك لازلنا نستهلك 200 كيس في اليوم، نظرا لوجود عدد كبير المستشفيات بالجهة والتي تصل إلى 610 مؤسسة استشفائية عمومية وخاصة، ومركز واحد لتحاقن الدم.