يحتفي المركز الوطني لتحاقن الدم وباقي المراكز الجهوية على الصعيد الوطني، اليوم الثلاثاء، باليوم الوطني لتحاقن الدم، الذي يتزامن مع 5 دجنبر من كل سنة، لتذكير عموم المواطنين بأهمية التبرع بالدم والانتظام عليه لفائدة مرضى تتوقف حياتهم على قطرات الدم، من خلال حمل شعار "التبرع بالدم مسؤولية الجميع". وفي هذا الإطار، أفاد البروفيسور محمد بنعجيبة، رئيس المركز الوطني لتحاقن الدم، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المركز الوطني لتحاقن الدم، يعرف تفاوتا بين الطلب المرتفع على الدم في مقابل محدودية العرض من هذه المادة الضرورية لحياة عدد من المرضى، ما يستوجب من جميع المواطنين تحمل مسؤوليتهم عبر التبرع بالدم لفائدة المرضى. وتحدث بنعجيبة عن أن نسبة النقص من هذه المادة على الصعيد الوطني، يمكن أن تصل إلى 20 في المائة، مبينا أن عدد المتبرعين بالدم إلى حدود أكتوبر من السنة الجارية، وصل إلى 260 ألف و276 متبرعا، في مقابل 259 ألف و84 متبرعا، خلال الشهر نفسه من السنة الماضية. وتعكس هذه الأرقام أن زيادة عدد المتبرعين بالدم، تظل قليلة ودون الانتظارات ودون حجم الطلب الكبير على هذه المادة الضرورية للحياة، يضيف بنعجيبة. وتعد جهة الدارالبيضاء- سطات في مقدمة قائمة الجهات الأكثر حاجة إلى التبرع بالدم، حيث يحتاج المركز إلى 600 كيس يوميا من ضمن 900 كيس يحتاجه المركز الوطني لتحاقن الدم، بينما يحتاج مركز الرباط إلى قرابة 350 كيس يوميا، وأزيد من 150 كيس يوميا في كل من مراكش وفاس. ويعرف المركز الوطني لتحاقن الدم يعرف نقصا حادا على مستوى الفصائل الدموية النادرة، مثل "أو"، إذ يسجل خصاصا كبيرا منها على مستوى مركز تحاقن الدم بالدارالبيضاء والرباط، ما يستدعي تضامن حاملي هذه الفصيلة مع المرضى والاستجابة إلى نداء التبرع لدى المراكز الجهوية. ويأتي ذلك موازاة مع عدم تجاوز مدة صلاحية تخزين الأمصال لسنة، و42 يوما بالنسبة إلى الكريات الحمراء، و5 أيام بالنسبة إلى الصفائح الدموية، ما يتطلب انخراطا منتظما في عملية التبرع بالدم للمساعدة على تجاوز مشاكل تدبير مادة الدم، التي لا يمكن جمع الاحتياطي السنوي منها دفعة واحدة، وفقا للمعلومات التي سبق ويتسبب انخفاض مخزون أكياس الدم في تعريض حياة العديد من المرضى لمضاعفات صحية، مثل المصابين بداء السرطان، المهددون بفشل علاجهم الكيماوي. وتبعا لذلك، تنظم عدد من المراكز الجهوية لتحاقن الدم وجمعيات المتبرعين بحملات تحسيس ترمي إلى رفع الوعي بالتبرع بالدم والاستجابة إلى نداءات التبرع لمواجهة محدودية وعدم كفاية مخزون المركز الوطني لتحاقن الدم من هذه المادة الحيوية، بسبب محدودية عدد المتبرعين، خصوصا خلال فترات معينة من السنة، مثل موسم الصيف وفترات العطل. ويحتاج المركز الوطني لتحاقن الدم إلى متبرعين منتظمين للدم، خلال شهور السنة كاملة، تبعا لخصوصية شروط تخزين الدم، باعتباره مادة حيوية لا تتحمل مدة تخزين طويلة تفاديا لفقدان صلاحية استعمالها.