خطط المركز الوطني لتحاقن الدم لاستراتيجية جديدة للتحسيس بأهمية التبرع بالدم خاصة بشهر رمضان، ترمي إلى استجابة 13 ألف متطوع بالدم، لتغطية الخصاص في هذه المادة الحيوية، خلال شهر الصيام، على اعتبار أن مخزون المركز الوطني لتحاقن الدم يلبي احتياجات 15 يوما المقبلة. قال محمد بنعجيبة، مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، إن حملة التبرع في رمضان تنفذها مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين، إذ يتولى الوعاظ والقيمون الدينيون تعبئة المصلين وحثهم على التبرع بالدم، عبر تحسيسهم بأجر وثواب وأهمية إنقاذ أرواح مرضى في وضعية صحية حرجة. وأضاف بنعجيبة، في تصريح ل"المغربية"، أن الحملة تستهدف عددا من المساجد، بعد صلاة التراويح، حيث تحط حافلات التبرع المتنقلة، مرفوقة بأطر التمريض المتخصصة، موضحا أن تنظيم حملة التبرع بالدم في المساجد تأتي تبعا لتراجع نسبة التبرع خلال شهر الصيام، لصعوبتها خلال النهار، وقصر المدة الزمنية بعد الإفطار وأداء صلاة التراويح، ما استدعى التفكير في انتقال الوحدات المتنقلة للتبرع إلى المساجد، للتحكم في كبر حجم التفاوت بين قلة التبرع وتزايد الطلب. وقال بنعجيبة إن الحملة تستهدف المدن حيث يرتفع استهلاك أكياس الدم إلى مستويات عالية، لتغطية حاجيات لنساء الحوامل، ومرضى السرطان، والمصابين في حوادث السير، وأقسام الجراحة، والمصابين بأمراض مزمنة، الذين يحتاجون إلى الدم مدى الحياة، مثل المصابين بالهيموفيليا، الذين يحتاجون إلى ما بين 3 إلى 4 أكياس في الشهر، ومرضى التلاسيميا. وستشمل الحملة الدارالبيضاء، والرباط، وسلا، وأكادير، ومكناس، وفاس، ووجدة، والجديدة، وبني ملال، ومراكش، والعيون. وأشار بنعجيبة إلى أن من مميزات الحملة الحالية، عدم إجبار عائلات المرضى على التبرع بالدم، خلال توجهها إلى مراكز تحاقن الدم، إذ يترك لها خيار التطوع بدمها، خلافا لما كان معمولا به في كثير من مراكز تحاقن الدم، بدعوة عائلات المرضى إلى التبرع، في محاولة لتعويض الأكياس المصروفة، مخافة نفاذ مخزون أكياس الدم. يشار إلى أن إقبال المغاربة على التبرع بالدم ما زال ضعيفا، إذ لا يتعدى 0.85 في المائة من مجموع السكان، بينما توصي المنظمة العالمية للصحة ببلوغ نسبة 3 في المائة من مجموع السكان. وتواجه مراكز تحاقن الدم ارتفاعا في الطلب على أكياس الدم من قبل المرضى بنسبة تصل إلى 28 في المائة، بينما لا تتعدى نسبة التبرع السنوية 7 في المائة. ويعد الدم وسيلة علاجية لا بديل عنها، لأنه مادة حيوية لا تصنع في المختبرات، ومصدره الوحيد هو الإنسان، وبالتالي فإن التبرع به هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة مرضى، ومراكز تحاقن الدم في حاجة إلى مواظبة المتبرعين.