عبر الاحتجاج الافتراضي هذه المرة، يأبى الأساتذة المتعاقدون الاستكانة إلى حالة الشلل القسري التي يعرفها الشارع المغربي، بسبب تفشي فيروس كورونا، ووضعوا برنامجا لإحياء ذكرى وفاة "أب التنسيقية" عبد الله حاجيلي، في مسيرة سابقة. وعلى امتداد ثلاثة أيام تنطلق في 24 أبريل، قرر الأساتذة إحياء الذكرى، عبر نشر ورقة تعريفية بعبد الله حاجيلي، مع نشر صوره على أوسع نطاق، ثم دردشات مع ابنة المتوفى، ومع قيادات التنسيقية. كما تضمن البرنامج أمسية فنية ليلية. وعبد الله حاجيلي، والد أستاذة متعاقدة من مديرية آسفي، حج إلى الرباط استجابة لنداء "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، وجسد اعتصاما أمام البرلمان، قبل أن تفضه القوات العمومية، ويتعرض لإصابة بحي القامرة. ويخوضُ الأساتذة المتعاقدون، البالغ عددهم 70 ألف أستاذ، والذين جرى توظيفهم سنوات 2016 و2017 و2018 و2019، مسلسلاً متواصلاً من الاحتجاج والتصعيد ضدّ نظام التعاقد، إذ يطالبون بإدماجهم الكلي في أسلاك الوظيفة العمومية والقطع نهائياً مع "نظام العقدة". عبد الله قشمار، عضو لجنة الإعلام بالتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، يقول إنه "في ظل انتشار فيروس كورونا من الصعب إحياء الذكرى الأولى لاستشهاد عبد الله حجيلي، فتمت صياغة برنامج نضالي افتراضي". ويضيف قشمار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "البرنامج يشارك فيه مختلف الأساتذة للتأكيد على أنهم لن يتركوا دم الشهيد يذهب هباء ما دامت السلطات المعنية لم تكشف إلى حدود الآن نتائج التحقيق، ولم تتم محاكمة المتسببين المباشرين في قتله". ويعتبر المتحدث أن "النضال من أجل تحقيق مطالب عادلة ومشروعة غير مرتبط بموسم معين أو بمدة محددة، خاصة أن الحقوق يتم هضمها خلال كل مرحلة"، مؤكدا أن "جائحة كورونا كشفت عورة واقع التعليم والصحة بالمغرب بشكل واضح". وسجل المصرح لهسبريس أن "المغاربة تيقنوا أنه لا محيد عن تعليم حضوري وأن فرض التعليم عن بعد أبان عن انعدام تكافؤ الفرص بين المتعلمين"، مشددا على أن "مطالب الأساتذة ببناء المؤسسات والتوظيف وتقوية المدرسة العمومية كانت جادة ولا تقبل التأخير في تحقيقها".