من مختلف مناطق المغرب، قدم الأساتذة المتعاقدون، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، إلى مدينة آسفي لتشييع جثمان عبد الله حاجيلي، والد أستاذة متعاقدة أصيب أثناء فض اعتصام يوم 25 أبريل الماضي بالرباط، حيث ساروا وراء نعش المتوفى بعد صلاة الجنازة بمسجد الرحمة، ووجهوا تحية حارة لزوجة وابنة الراحل. وتحت شعار "حاجيلي أبونا جميعا"، سار المئات من المحتجين في شوارع آسفي، معلنين تضامنهم التام مع الأسرة الصغيرة للراحل، وملوحين بعدم التسامح مع فقدان "أب التنسيقية" إلى حين معرفة ملابسات الحادث، خصوصا وأن الراحل أصيب في شكل احتجاجي نظمته "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، ما يعني أن الحادث يعنيهم بالدرجة الأولى. وتجمهر الأساتذة بشكل لافت حول قبر المتوفى رافعين أكفهم بأدعية دينية ترحما على الفقيد، فيما تقدمت العائلة الموكب الجنائزي وألقت النظرة الأخيرة على جثمان الراحل قبل أن يدفن. ورفع مشيعو جثمان الراحل شعارات من قبيل "حاجيلي مات مقتول والمخزن هو المسؤول"، و"بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون"، و"حاجيلي يا شهيد مكانك بيننا خالد"، وطالبوا الجميع بالسير على خطى الشهيد والبذل في سبيل وطن أفضل، معلنين تنظيم مسيرة وطنية بالشموع، ليلة اليوم الثلاثاء، تنطلق من ساحة "الطاجين" بآسفي. وحملت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد مسؤولية وفاة حاجيلي إلى الدولة، مشيرة إلى أنها مسؤولة أيضا عما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا نتيجة استهتارها بمستقبل وحياة الشعب المغربي، معلنة إضرابا وطنيا لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من اليوم الثلاثاء، حداد على روح الشهيد، في انتظار التوصل بمقترحات الجموع العامة، كما دعت أساتذة فوج 2019 إلى مقاطعة التكوينات خلال أيام الاضراب. وعانى حاجيلي المتوفى من إصابة على مستوى الرئتين وكسر بالكتف، ومن نزيف في الدماغ، ورقد في مستشفى السويسي بالعاصمة الرباط لمدة تزيد عن شهر، لم تتمكن خلالها عائلته من زيارته سوى في فرص قليلة، حسب إفادة زوجته. وعبد الله حاجيلي والد أستاذة متعاقدة من مديرية آسفي حج إلى الرباط استجابة لنداء "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، وجسد اعتصاما أمام البرلمان يوم 25 أبريل الماضي، قبل أن تتدخل القوات العمومية لفض الاعتصام ويتعرض الراحل لإصابة بحي القامرة.