بعدما أعلنت الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب، يوم السبت الماضي، إلغاء كلّ لقاءاتها المبرمجة وإحياء قدّاس الأحد دون حاضرين، ألغت كلّ العبادات العمومية في أبرشية الرباط، بما في ذلك القدّاسات العمومية اليومية. ووضّح الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، مطران الرباط والمسؤول الرّسولي لطنجة، في رسالة خاطب فيها المسيحيّين الكاثوليك بالمغرب، أنّ هذا القرار أُخِذَ من منطلق "المسؤولية والحذر والحبّ" قبل كلّ شيء، لأنه "ليس لنا حقّ تعريض أنفسنا وإخواننا وأخواتنا لعدوى أكبر". كما اُتّخِذَ قرار وقف جميع العبادات العامّة، أيضا، من منطلق "التضامن مع إخواننا المسلمين الذين لم يعد ممكنا لهم ولوج أماكن عبادتهم، والذين يصلّون في بيوتهم"، ومن منطلق "التضامن مع إخواننا اليهود، الذين أوقفوا كلّ الصلوات في بِيَع المملكة -كُنْس المملكة-"، وتضامنا مع "كلّ المسيحيين الذين لم يعد بإمكانهم ولوج كنائسهم في فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والعديد من الدول الأخرى"، وتضامنا مع "الأمّة كلِّها والمواطنين في العالم أجمع". واسترسل الكاردينال روميرو شارحا سبب اتخاذ هذه القرار: "إذا كان لدينا لقاح أو دواء لهذا الفيروس، هل سنكون مسيحيّين جيّدين إذا لم نتحه للجميع؟ إذا، وفي غياب اللقاح أو الدواء، الإجراء الوحيد الذي يساهم في القضاء على هذه الآفة هو الحدّ، أو حتى إلغاء، التحرّكات، والاتصالات، والاجتماعات، والتنقّلات". ووصف الكاردينال لوبيز روميرو إلغاء أعمال الطوائف بكونه "عمل حذر وصدقة وحب للأقربين"، مذكّرا بما سبق أن كتبه في رسالة حول إلغاء قدّاس الأحد حول أنّ هذه الإجراءات تأتي "لا من منطلق خوف بل من حبّ". وذكر مطران الرباط، في رسالته للمسيحيين الكاثوليك بالمغرب، أنّ مقصد هذه الإجراءات ليس هو "التقليل من إيماننا وحياتنا المسيحية"، بل العكس، إذ يجب أن "تدفعنا لنصلي أكثر، وتكثيف اتصالنا الشخصي مع الإله..."، ف"الكنائس ما نغلقه مؤقتا لا كنيسة يسوع المسيح". ودعا الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو القساوسة إلى الاستمرار في إحياء القربان المقدّس يوميا دون "حضور جسديّ، ولكن مع حضور كل الجماعة والاجتماع الروحي مع الكنيسة العالمية"، مع الاستمرار في أن يكونوا متاحين لمن يريدون الاعتبار أو الاستشارة، ولتيسير الدّخول إذا ما أراد أحد الصلاة بشكل فردي، أو "يتلقّى المناولة". تجدر الإشارة إلى أنّ الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو سبق أن قال في رسالة سابقة للمسيحيّين الكاثوليك بالمملكة، حول جائحة "كورونا"، إنّ "الأمر المفرح هو: للصلاة لا نحتاج موضعا، أو وقتا محدّدا، ويمكننا الصلاة دائما وفي كلّ مكان"، مضيفا: "هذا وقت اكتشاف أو العودة للصلاة العائلية، واللقاء الفردي مع الإله". ودفع فيروس "كورونا" الطائفة اليهودية المغربية إلى وقف صلواتها في مختلف دور العبادة بالمملكة، بعدما نادى سيرج بيرديغو، أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، بوقف الصلوات في مختلف البِيَع المغربية إلى إشعار آخر؛ وهو ما سبقه تأجيل مواسم "الهيلولة"، مع الدعوة إلى عدم السلام المباشر بالأيدي والتقبيل وتجنب لمس الوجه باليد، وغسل الأيدي بشكل مستمر، والمكوث في المنزل في حالة الإصابة بالحمى وصعوبات في التنفس، وتهوية المعابد وتنظيفها يوميا. كما ألغت وزارة الداخلية إلى حين إشعار آخر جميع التظاهرات واللقاءات الرياضية والثقافية والعروض الفنية بالمملكة. وصدرت، الإثنين، فتوى عن المجلس العلمي الأعلى بطلب من أمير المؤمنين الملك محمد السادس، توقف جميع صلوات الجماعة وصلاة الجمعة إلى حين إشعار آخر، مع استمرار الأذان للصلوات الخمس، في إطار التدابير الوقائية من جائحة "فيروس كورونا المستجدّ".