في ظلّ انتشار "فيروس كورونا" الذي تتزايد عدد الإصابات المؤكّدة به عبر العالم، أوقفت الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب أنشطتها، معفية المسيحيين من قدّاس الأحد الذي سيُحييه الكهنة وحدَهم. وأكّد دانييل نوريسات، أب كاتدرائية القديس بطرس بالرباط، في اتصال مع جريدة هسبريس الإلكترونية، توقيف الكنيسة الكاثوليكية في المغرب جميع الأنشطة التي يتجاوز عدد المشاركين فيها خمسين شخصا، بما في ذلك القدّاسات المنظّمة في أنحاء المملكة. و"تفكيرا في الخير المشترك وصحّة الجميع"، ألغى مطران الرباط الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، في رسالة وجّهها إلى المسيحيّين الكاثوليك بالمغرب، كلّ اللقاءات المبرمجة بينهم، وقدّاس الأحد، قائلا إنّ هذا جاء من منطلق حبّ الآخرين، واعتبره فعلا "تضامنيا مع الإنسانية جمعاء، وفعل حبّ تجاه أقربائنا، وجيراننا، وزملائِنا، وأصدقائنا...". وقرّر الكاردينال روميرو تأدية قدّاس الأحد دون حاضرين باستثناء الكهنة الذين "سيصلّون للطائفة كلّها وللجميع"، مع توضيحه أن الجماعات المسيحية الصغيرة يمكنها الاستمرار بشكل عاديّ، مع الحذر وأخذ القرارات المتّخذة بعين الاعتبار. وأوصى الكاردينال بشدة المسيحيين الكاثوليك بالمغرب، بالبقاء في منازلهم ومتابعة إحياء قربان الأحد في منازلهم عبر أجهزتهم الرقمية، وأضاف أنّ قدّاسات الأسبوع ستبقى بشرط عدم تجاوزها عدد خمسين حاضرا، مع نصح من يشعرون برغبة ملحّة في الاعتراف باختيار يوم آخر من أيام الأسبوع. ودعا الكاردينال المسيحيين الكاثوليك إلى الالتزام بالتدابير الوقائية التي تدعو إليها السلطات الصحية والخبراء، مع تأكيده تأجيل الحفلات الإنشادية المرتقبة في نهايات الأسبوع، مناديا بالإبداع عبر تعزيز الصلوات العائلية، وترك الكنائس مفتوحة على طول الأسبوع لمن يريدون الصلاة بشكل فردي، وتعليم وتعزيز المشاركة الروحية بين المؤمنين، والاحتفال طيلة الأسبوع بالقداس بدعوة حي أو مجموعة أو حركة كل يوم. ويرى الكاردينال روميرو أن "هذا الصوم الذي نعيشه يدعونا إلى صوم لم نفكّر فيه أبدا، وهو الحرمان اللاإرادي من القربان المقدّس"، معدّدا دروسا عديدة يمكن استفادتها من هذا الوباء، منها الرجوع إلى الله. واسترسل الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو قائلا إنّ الأمر المفرح هو أنّه "للصّلاة لا نحتاج موضعا، ولا وقتا محدّدا، ويمكننا الصلاة دائما وفي كلّ مكان"، وأضاف: "هذا وقت اكتشاف أو العودة للصلاة العائلية، واللقاء الفردي مع الإله". تجدر الإشارة إلى أنّ فيروس "كورونا" قد دفع الطائفة اليهودية في المغرب إلى تأجيل مواسم الحجّ "الهيلولة" إلى وقت لاحق، مع الدعوة لعدم السلام المباشر بالأيدي والتقبيل أو تجنب لمس الوجه باليد، وغسل الأيدي بشكل مستمر، والمكوث في المنزل في حالة الإصابة بالحمى وصعوبات في التنفس، وتهوية المعابد وتنظيفها يوميا، كما ورد في بلاغ لمجلس الطّوائف اليهودية بالمغرب. ومنعت وزارة الداخلية إلى حين إشعار آخر، جميع التجمعات العمومية التي يشارك فيها خمسون شخصا فما فوق، كما أوضح بلاغ لها، وألغت جميع التظاهرات واللقاءات الرياضية والثقافية والعروض الفنية بالمملكة. وبعدما استُثنيت المواسم في وقت سابق من الأنشطة الملغاة، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلغاء جميع المواسم المنظمة بالمغرب. في حين نظّمت صلاة الجمعة بشكل عادي يوم أمس، دون الإعلان بعد عن التدابير التي تخصّ صلاة الجماعة في المساجد المغربية.