كان مسيحيو المغرب على موعد مع قدّاس أقامه الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، رئيس أساقفة الرباط، الذي رسّمه البابا فرانسيس في هذا المنصب مطلع الشهر الجاري في الفاتيكان. وعرف قدّاس الأحد، الذي احتضنته كنيسة القدّيس بطرس في العاصمة، حضور مسيحيين كاثوليك قاطنين بالمغرب وخارجه، وريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، السفير الإسباني بالمملكة. وعلى مدار أزيد من ساعتَين، استمع الحاضرون لكلمات وعظ، واقتباسات من الإنجيل، ودعوات مع البابا فرانسيس والكاردينال روميرو وجماعة المؤمنين. ورافقت هذه الكلمات أناشيد كورال باللغة الفرنسية أساسا، إلى جانب اللغتين الإسبانية والإنجليزية، وقدّم هذا الكورال المسيحي، بجلاء، مثالا على الدّماء الشابة التي ضخّتها دول إفريقيا جنوب الصحراء في الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب. وذكّر الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو بأن الإنسان خطّاء، وبعفو الله، مستحضرا الكرامة الإنسانية التي أضفاها الله على مخلوقاته، مستشهدا على ذلك بنصوص من "الكتاب المقدَّس". كما تحدّث عن مدى تأثير تجربته بالمغرب في شخصه. وتلت كلمات رئيس أساقفة العاصمة دعوات معه بأن يجعله الله "التعبير عن الإنجيل" بعدما اختاره البابا ليرافقه في مهمّته البابوية، ودعوات مع المؤمنين استحضرت التعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين. بلوندين باجيس، فرنسية قاطنة بالمغرب حضرت القداس، قالت إنه كان يوما عظيما بالنّسبة لكلّ الجماعة الكاثوليكية، ورأت فيه "احتفاء بترسيم مطرانِنا كاردينالا من طرف البابا"، وزادت: "نحن سعداء وفخورون بحضور هذا القدّاس الجميل، الذي كان لحظة عظيمة للصّلاة بشكل مشترك، مع كلّ مسيحيي الرباط خاصة، والمغرب عامة". ووُزّعت في ختام "قداس الأحد" بطاقات تذكارية تخلّد ذكرى يوم 5 أكتوبر الذي رُسِّمَ فيه رئيس أساقفة الرباط كاردينالا، وتثبيته كتاريخ مشهود للجماعة المسيحية بالمغرب التي التحق بها كريستوبال لوبيز روميرو في سنة 2003. ويذكّر هذا النّشاط الديني باحتفاء كاتدرائية القديس بطرس بالبابا فرانسيس، وبالقدّاس الذي أحياه بالرباط في متمّ شهر مارس الماضي من السنة الجارية 2019، في ختام زيارته إلى المملكة، الذي ألقى خلاله الكاردينال روميرو كلمة مثّل فيها الجماعة المسيحية الكاثوليكية بالبلد.