تفاجأت أسقفية الرباط التابعة للكنيسة الكاثوليكية، ورئيس أساقفة الرّباط المطران كريستوبال لوبيز روميرو، بتعيين الأخير كاردينالا من طرف البابا فرانسيس، حَسَبَ ما ذكرته الأسقفية في منشور لها، عُمّم االأربعاء. ووضّح المنشور الرّسميّ نفسه أنّ الحفل الذي من المرتقَب أن ينصّب فيه البابا الكرادلة، بتقديم القلَنسُوّة المربّعة، وخاتم الكاردينال، لهم، سيكون في اليوم 5 من أكتوبر، مضيفا أنّ كريستوبال لوبيز روميرو سيكون في اليوم الذي يليه مع البابا وباقي الكرادلة من أجل إحياء قدّاس انفتاح "السينودُوس" على الأمازون. وتذكر أُسقفية الرّباط أن المطران كريستوبال لوبيز روميرو، بعد ترسيمه كاردينالا، سيعود إلى المغرب ويقدّم قدّاسا في كاتدرائية طنجة، وقدّاسا آخر في كاتدرائية الرّباط، ليقدّم نفسه رسميا "للمؤمنِين" بوصفه كاردينالا. ونشرت مدرسة "دون بوسكو" بالقنيطرة، التي أدارَها مطران الرباط بين سنوات 2003 و2010، منشورا توضّح فيه على موقعها الرّسمي أن التّعيين كاردينالا في سياق الكنيسة الكاثوليكية يعدّ "التّشريف الأكبر، لأنّه يعني -أن تكون- مستشارَ البابا". وعُيِّنَ كريستوبال لوبيز روميرو كاردينالا مطلع شهر شتنبر الجاري، إلى جانب 9 آخرين، من مناطق مختلفة من العالَم، وهو ما علّق عليه البابا الذي يُشرِف مباشرة على التّعيين بالقول: "إن الأماكن التي قدمَ منها الكرادلة الجدُد تعبّر عن الدّعوة التّبشيرية للكنيسة، وهي تواصل إعلان محبّة الله الرّحيم لكلّ إنسان على الأرض"، داعيا، وفق ما أورده الموقع الرسمي لأخبار الفاتيكان "فاتيكان نيوز"، إلى الصّلاة من أجل هؤلاء الكرادلة الجُدُد، حتى يتمكنوا من مساعدته، بعد تأكيد تمسّكهم بالمسيح، لصالح كلّ شعب الله القدّوس المؤمن. وقدِمَ كريستوبال لوبيز روميرو إلى المغرب عام 2003، حيث كان مسؤولا عن الجماعة المسيحية ومديرا لمدرسة "دون بوسكو" ومركز التكوين المهني "جوك سبيل" بالقنيطرة، قبل أن يلتحق أسقفا للأبرشية بمقاطعة ساليسيان في بوليفيا إلى حدود 2014، ثم أسقفا لأبرشية المقاطعة الساليسيانية لماريا أوكسيليادورا في إسبانيا، وفق لائحة التعيينات الرسمية للفاتيكان. وعُيِّنَ كريستوبال لوبيز روميرو رئيسا لأساقفة الرّباط في 29 دجنبر 2017، وعُيِّنَ مطرانا في اليوم العاشر من شهر مارس من السنة الماضية (2018)، كما عُيِّنَ مديرا بالإدارة الرسولية لأبرشية طنجة في شهر ماي من العام الجاري (2019)، بعدما قبل البابا فرانسيس استقالة مطرانها السابق سانتياغو أغريلو مارتينيز. ودَرَس هذا المطران الذي التحق بالأسرة الساليسيانية عام 1964 الفلسفة ثم الثيولوجيا فعلوم الإعلام في الفترة الممتدّة بين 1973 و1982، وعُيِّنَ كاهنا في 19 ماي 1979، بعدما قام بمهمّته الدينية الأولى سنة 1968. ورأى عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن "تعيينات القبّعات الحُمرِ الجديدة" رسمت رسائل حول رغبة الفاتيكان في الحفاظ على توازناِته على المستوى العالمي، من خلال تعيين أساقفة من دول الجنوب، وترسيخ عالمية الكنيسة الكاثوليكية، والاهتمام أكثر بمشاكل دول الجنوب، من خلال طرح ملفات الهجرة واللجوء والتغيرات المناخية وحوار الأديان، وخاصة مع الإسلام، مضيفا في مقال تحليلي نُشِرَ على جريدة هسبريس الإلكترونية أن هذا التوجُّه يظهر من خلال "بْرُوفيلات" الكرادلة الجُدُد، واشتغالهم على محاور استقبال المهاجرين والاهتمام بالفئات الهشة في مجتمعاتهم، ودفاعهم عن رفع الحدود أمام المهاجرين، وعن ملفات البيئة والتغييرات المناخية، وأيضا تشجيعهم حوار الأديان. ورأى متابعون في تعيين مطرانٍ من المغرب كاردينالا "دلالات قوية بعد زيارة البابا إلى المملكة"، بعدما فهم البابا فرانسيس في زيارته إلى المغرب مؤسّسة إمارة المؤمنين، وإسلام الوسط والاعتدال الذي تشرف عليه المؤسسة الدينية للدولة، وتشجيعها للتّعايش بين الديانات، وانفتاح المغرب في التّضامن العالَمي. وعدّ متابعون تعيين كاردينال من المملكة "رسالة قوية من الكنيسة الكاثوليكية إلى المغرب وملِكِه، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها البابا"، خصوصا بعد زيارته مجموعة من الدول التي يعرف بعضها حضورا مسيحيا قويا دون أن يشمَلها بالتّرقية.