أمام انتشار وباء "كورونا"، وتسجيل عدد من الإصابات في صفوف المغاربة على غرار باقي الدول، وتوجيه الحكومة تعليمات بمنع التجمعات كشكل احترازي، أعرب عدد من المواطنين بمواقع التواصل الاجتماعي عن استعدادهم للتطوع في أي مبادرة لحماية البلاد من هذه الأخطار. وأبان المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي عن حبهم لوطنهم ورغبتهم في التطوع من أجل حماية المغرب وساكنته من أخطار فيروس "كوفيد-19"، حيث نشروا تدوينات تبرز استعدادهم التام للمشاركة في أي مبادرة للحد من هذا الوباء العالمي. وتداول رواد "فيسبوك" منشورا موحدا في الصيغة، إلى جانب هاشتاغ "#بادرة_مواطن_في_خدمة_الوطن" يبرزون من خلاله أنهم مستعدون لأي مباردة ويضعون أنفسهم رهن إشارة السلطات للمساعدة في مواجهة هذا الوباء، سواء عبر التوعية والتحسيس أو أي خطوة ترأسها السلطات. ولفت هشام مداحي، صاحب المبادرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "فكرة المبادرة راودتني منذ أيام، وتقاسمتها مع بعض الأصدقاء، لنقرر إطلاق هاشتاغ حتى يكون الجميع متطوعا في خدمة الوطن، ونحمد الله أنها لاقت تفاعلا كبيرا". وشدد الناشط بموقع التواصل الاجتماعي، المتحدر من مدينة القنيطرة، على أن "المبادرة لقيت انخراطا من طرف جميع الفاعلين على اختلاف ألوانهم وانتماءاتهم، وأثارت ردود أفعال إيجابية تظهر مدى تآزر المغاربة ورغبتهم في تجاوز هذه المِحنة". وينص الفصل 40 من الدستور على أنه "على الجميع أن يتحمل، بصفة تضامنية، وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها، التكاليف التي تتطلبها تنمية البلاد، وكذا تلك الناتجة عن الأعباء الناجمة عن الآفات والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد". من جهته، اعتبر فؤاد بلمير، الباحث في علم الاجتماع، أن هذه الخطوة التي قام بها المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي تبين بجلاء تمسك المغاربة بموروثهم التاريخي والثقافي والديني، واستعدادهم التام للدفاع عن بلدهم من أي اعتداء أو داء. ولفت بلمير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن المطلع على تاريخ المغرب سيجد أنه في الحالات الصعبة يتجند المغاربة ويتركون خلافاتهم جانبا من أجل حماية بلدهم والدفاع عنه. وشدد الباحث في علم الاجتماع على أن الشعوب التي لها تاريخ على غرار المغرب "تتحد في مثل هذه الحالات الصعبة، حيث كلما تعرض لاعتداء أو وباء أو غيره، يبرز تلاحمهم فيما بينهم ويتركون خلافاتهم جانبا". تابع المتحدث نفسه ضمن تصريحه: "المغاربة يكون لهم شك في المؤسسات وينتقدونها، لكن عندما يلمسون أن هناك خطرا يتهدد الوطن يتحدون ويضعون أنفسهم في خدمة البلد والمواطن"، مضيفا أن الدين الإسلامي الذي يتمتع به المغاربة يغرس فيهم خصال التضحية من أجل الوطن. وتأتي هذه التحركات من طرف المواطنين المغاربة بعدما سجلت وزارة الصحة ليلة الجمعة السبت 9 حالات إصابة جديدة مؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد بالمغرب، ليكون بذلك العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إصابتها 17 حالة ببلادنا إلى حدود يومه السبت 14 مارس. وتتعلق الحالات التسع بثمانية مهاجرين مغاربة مقيمين بكل من: إسبانيا (4 حالات)، وإيطاليا (3 حالات)، ومهاجر مغربي مقيم بفرنسا، دخلوا إلى المغرب ما بين 24 فبراير المنصرم و12 مارس الجاري، بالمدن التالية: تطوان، والرباط، والدار البيضاء، وفاس وخريبكة.