حالة من الذّعر و"الهلع" تتملّكُ عدداً من المغاربة وهم يُتابعون عبرَ وسائط التّواصل الاجتماعي الانتشار السَّريع لفيروس "كورونا" الفتّاك؛ حتّى أصبحَ على مقربة من الحدود البرّية للمملكة، بإعلان الجزائر وإسبانيا تسجيل إصابات مؤكّدة بالوباء، بينما استنفرت وزارة الصّحة المغربية أطقمها الطّبية لمواجهة "الخطر" القادمِ من أقاصي الشّرق. وأعلنت وزارة الصّحة، حسب ما أكّده مصدر مسؤول حالة طوارئ "قصوى" لمواجهة احتمال تفشّي وباء "كورونا" القاتل، لا سيما أنّ المرض يعرفُ انتشاراً مهولاً؛ بينما أعلنت مصالح المراقبة في الموانئ الدّولية عن وضع برنامج عملي لمراقبة المسافرين عبر النّقط الجدودية، تنفيذاً لقرار وزارة الصّحة تفعيل المراقبة الصّحية. وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، لم تعلن وزارة الصّحة المغربية أيّ إصابة مؤكّدة بالفيروس؛ لكنّها رصدت 15 حالة يحتمل إصابتها بالوباء، مبرزة أنّ جميع "الحالات تأكّد بعد إجراء التّحاليل أنها لا تحملُ أي فيروس مما يجعل المغرب خاليا من هذا الوباء الخطير". وعقب إعلان السّلطات الجزائرية والإسبانية، أمس الثلاثاء، تسجيل إصابات مؤكّدة بالفيروس في البلاد، أطلق نشطاء مغاربة حملة على مواقع التّواصل الاجتماعي تدعو المواطنين إلى رفع درجات الحذر والحيطة من خلال زيارة الطّبيب وتجنّب مصافحة أيّ شخص يحتمل إصابته بهذا الدّاء؛ لأنّ "الأمر يتعلق بفيروس قاتل". ومنعت إدارة ميناء طنجة المتوسّط رسو سفينة إيطالية قادمة من مدينة "جنوة"، وكان على متنها ما بين 400 و500 مسافر، حيث ظلت متوقفة لساعات قبالة الميناء المتوسطي، حيث قام طاقم تابع لوزارة الصحة بإجراءات المراقبة الصحية الضرورية في السفينة قبل السماح لها بالرسو. وتدخل هذه الإجراءات في إطار التدابير الاحترازية التي تنهجها السلطات المغربية في الموانئ والمطارات ومختلف النقاط الحدودية لمحاصرة داء "كورونا" الفتاك، الذي بات ينتشر بشكل مقلق في عدد من دول العالم. وفي هذا الصّدد، أكّد علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة، أنّ "الأمر يتعلق بوباء له آثار سلبية خطيرة يؤدي إلى الوفاة، حيث تمّ تسجيل حالات وفاة في إسبانيا وإيطاليا وعدد من الدّول الأسيوية"، مبرزاً أنّ "خطورة الوباء تتمثّل في انتشاره السّريع وسط النّاس". وأوضح لطفي أنّ "وزارة الصّحة لم تسجّل، إلى حدود اللحظة، أي إصابة مؤكّدة بالفيروس؛ بينما تروّج على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات وأخبار كاذبة حول إصابة مواطنين مغاربة بهذا الفيروس"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "هذه الشائعات تتناقض مع توجيهات وزارة الصّحة والمنظمة العالمية للصحة التي دعت إلى مواجهة الأخبار الكاذبة". وأورد الفاعل الحقوقي سالف الذكر أنّ المغرب لا يزال تحت تهديد هذا الفيروس على اعتبار أنّ "ملايين المغاربة يعيشون خارج الوطن وفي دول أعلنت تسجيل إصابات بالفيروس، بالإضافة إلى أنّ المغرب يمثل بلداً سياحيا ويستقطب آلاف السّياح خلال هذه الفترة من السنة".