قبلَ أسابيع وفي خضمِّ تصاعد مخاطر فيروس "كورونا"، قرّر المغرب تفعيل المراقبة الصّحية على مستوى عدد من المطارات والموانئ، من أجل الكشف المبكّر عن أي حالة واردة للإصابة بهذا الفيروس؛ لكنّ شهادات بعض المهاجرين المغاربة، الذين حلّوا بالمملكة خلال اليومين الماضيين، أكّدت "غياب هذه المراقبة وضعفَ التّواصل". أحد هؤلاء المهاجرين قدمَ من إيطاليا عبر مطار محمد الخامس بمدينة الدّار البيضاء أكّد أنّ "سلطات المراقبة في المطار اكتفت بتوزيع استمارة تقنية على المسافرين القادمين من مختلف وجهات العالم من أجل الإجابة عن عدد من الأسئلة المتعلقة بالبلد القادم منه المسافر والوجهة والدّول التي مرّ منها"، مؤكّداً غيابَ أيّ إجراء طبّي للتّأكد من "خلو" المسافرين من الفيروس. هذا المهاجر المغربي قدم من إيطاليا، التي تعرفُ هذه الأيام موجة من "الهلع" والخوف بعد تسجيل إصابات بالفيروس القاتل في شمال البلاد، حلّ بمطار الدّار البيضاء عند حدود السّاعة الحادية عشرة والنّصف ليلاً، ولم يجد أيّ فريق طبّي يقدّم له الإرشادات الضّرورية في هذه الحالة، كما سجّل غياب "أيّ مداومة طبية ليلية في المطار". وفي العادة، تقوم وحدات طبية داخل المطارات بفحص كل الرّكاب وقياس درجة حرارتهم، كما يطلب من الرّكاب والمسافرين تعبئة استمارة للإدلاء بالأماكن التي تواجدوا فيها، والمكان الذي يقصدونه في المغرب، إلى جانب معلومات الاتصال الخاصة بهم. واتّخذت وزارة الصّحة، كما سبق لها أن أكّدت، "إجراءات وقائية وتدابير احترازية على الركاب القادمين من الدّول القريبة من بؤر "الموت" إلى مطارات المملكة. ويشمل ذلك الرحلات المباشرة وغير المباشرة، بهدف التأكد من خلو المسافرين من الفيروس التاجي "كورونا" المستجد. وقبل أيّام، نقلت عدسات الإعلام العمومي طابوراً من المواطنين المغاربة ينتظرون للمرور عبر كاميرات المراقبة الصّحية وقياس درجات حرارة الرّكاب، للتأكد من خلو "المسافرين من فيروس كورونا"؛ لكن عدد من المواطنين أكّدوا، في تصريحات لهسبريس، أنّ "هذه الخدمة لم تعد موجودة في المطارات". وفي هذا الصّدد، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إنّه "تلقّى عدداً من الشّكايات لمواطنين مغاربة تفاجؤوا بغياب الإجراءات الطّبية اللازمة للتعامل مع فيروس "كورونا"، وأنّ من بينهم من قدم من إيطاليا"، مبرزاً أنّ "الاستمارات توزّع على المواطنين لمعرفة وجهاتهم ومن أين قدموا. وهذا غير كاف لمراقبة الوضع". وأوضح الخراطي، متحدّثاً لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "وزارة الصّحة تعهدت بحماية المواطنين المغاربة أمام انتشار هذا الفيروس الخطير؛ لكن الأخبار القادمة من المطارات ثبتت العكس، بحيث سجّلنا غياب المداومة الطّبية في مراقبة الوافدين على المملكة". وأشارَ المتحدث إلى أنّ "جميع الدّول اتخذت إجراءات احترازية من أجل الوقاية من هذا الفيروس"، داعياً إلى تخصيص ممر خاص في المطارات لكل مسافر وافد من بؤر الفيروس". وتابع: "يجب تجنيد الأطر الطّبية في المطارات والتعامل مع المشكل بحزم كبير، على مستوى الحدود البحرية والبرية وعلى مستوى مدينتي سبتة ومليلية والكركارات".