انتقد مُصممون ومختصون في الأزياء اختيارات وزراء "العدالة والتنمية" في الحكومة الجديدة لملابسهم ألوانا وأشكالا من حيث تناسُقُها وتناغمُها، خاصة في جوانب الأناقة التي من المُفترض أن يتسم بها مظهر المسؤولين الحكوميين، باعتبار أنهم يمثلون بشكل أو بآخر صورة الدولة ومرآتها. وقال سيمو فنيش، مصمم أزياء، ل"هسبريس" إن بعض وزراء حزب "المصباح"، الذي يقود الحكومة الجديدة، ظهروا أمام المغاربة عبر وسائل الإعلام المرئية بملابس إما غير متناسقة الألوان أو أنها غير مصففة بشكل لائق، أو ضيقة على الجسم بشكل لا يريح العين، وأحيانا بأحذية لا تساير الأزياء الفوقية، وأيضا بأحذية يعلوها الغبار، كما شوهد بنكيران نفسه وهو يستقبل راخوي رئيس الحكومة الاسبانية. واستدل المختص في الأزياء بالملابس التي ظهر بها محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، قبل أيام خلت في قناة "ميدي واحد سات"، حيث كان يرتدي قميصا لا علاقة له تماما بالمعطف الذي كان فوقه، لا من حيث انسجام الألوان بينهما، ولا من حيث الناحية الجمالية والذوقية، بالنسبة لرجل في حجم وزير، ومسؤول حكومي بارز. واتفقت فاتن الفرجي، مختصة في موضة الملابس، مع ما ذهب إليه المصمم في ما يخص الأناقة الهزيلة لبعض وزراء العدالة والتنمية، حيث ركزت على أن البساطة لا تعني بالضرورة إهمال الأناقة، خاصة بالنسبة لوزراء وسياسيين يُعدون من صُناع القرار، أو على الأقل يساهمون قليلا أو كثيرا في صناعة القرار في البلاد. وتشرح الأخصائية بالقول ل"هسبريس" إن البعض قد يخلط بين البساطة في اللباس وبين العشوائية في الاختيار، في حين أن الرجل أو المرأة يمكنه أن يرتدي ملابسه بطريقة بسيطة وهادئة، مع الاحتفاظ بكامل أناقته، فالبساطة والأناقة لا تتناقضان أبدا، إذا كان هناك حُسن الاختيار والانتقاء، وإذا توفرت للشخص استشارة المختصين أو العارفين ولو بأبجديات الأناقة والتناغم في الأزياء. وتساءلت الفرجي كيف لزوجة وزير معين أن تراه يغادر منزلها، وهو يرتدي ملابس وأزياء غير متناسقة قد تثير بعض النفور في مظهره وشكله الخارجي، دون أن تنبهه إلى مثل هذه الأمور الهامة، نظرا لما يوجد في النساء عادة من ميل فطري إلى الحرص على شكل أزواجهن ومظهرهم أمام الغير، فكيف بمسؤول رسمي وحكومي أمام أنظار المغاربة كلهم؟. وزادت بالقول إن صورة بنكيران رئيس الحكومة الحالية، وهو يقف بجانب ملك البلاد، وقد التصقت بذلته غامقة اللون على بطنه، بسبب شيء من البدانة وغياب الرشاقة التي تكاد تنعدم لديه، هي صورة غير مريحة بصريا، ولا تليق برئيس حكومة تُسلط عليه الأضواء أكثر من أي رئيس حكومة سابق في تاريخ المغرب. واستدركت الأخصائية بأن بنكيران فعلا شخصية بسيطة ومعروف عنها التواضع والعفوية الكبيرة، لكن هذا لا يُعفيه من أن ينتبه ولو قليلا إلى أناقته لتواكب منصبه الجديد، مشيرة إلى أن زوجته نبيلة بنكيران يجب أن تلعب دورا حاسما في هذا السياق، فبذلة مدير المدرسة التي كان يُدبر شؤونها في حي الليمون بالرباط، ليست بالضرورة هي نفس بذلة رئيس الحكومة، سواء من حيث الجودة أو الأناقة، أو العلامة التجارية أيضا. وبالمقابل، يرى مراقبون أن الأناقة حتى لو وُجدت لدى المسؤولين الحكوميين لا تعني أنهم أكفاء وذوو مصداقية، فالشعب يرغب في لمس إنجازات وإجراءات واقعية تحقق مطالبه في ملفات معقدة اجتماعيا واقتصاديا، أكثر من توقه إلى رؤية وزرائه وهم أنيقون وجميلو المظهر، فالأناقة لن تُؤكل الشعب الرغيف، على حد قول أحدهم. [email protected]