برّأت محكمة بالجزائر، اليوم الأحد، فضيل بومالة؛ أحد وجوه الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ سنة، من تهمة "المساس بسلامة وحدة الوطن"، حسب أحد محاميه. وصرحت المحامية زبيدة عسول ل"وكالة فرنس برس" بقولها: "نطق القاضي بحكم البراءة اليوم، وسيتمكن من العودة إلى بيته". ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لفضيل بومالة وهو يغادر سجن الحراش، بالضاحية الشرقية للعاصمة، وسط صيحات "تحيا الجزائر" لعشرات الأشخاص الذين تجمعوا أمام بوابة السجن. وكان ممثل النيابة بمحكمة الدارالبيضاء بالعاصمة الجزائرية قد طلب، خلال المحاكمة في 23 فبراير، السجن سنة مع النفاذ لبومالة، الصحافي السابق في التلفزيون الحكومي، بتهمتي "المساس بسلامة وحدة الوطن" و"عرض منشورات تضر بالمصلحة الوطنية". ورافع دفاعا عن الناشط البارز في الحراك 79 محاميا لأكثر من 16 ساعة. وأوقف بومالة الذي برز ب"معارضته الراديكالية للنظام"، كما كان يقول، منتصف شتنبر ثم جرى وضعه في الحبس الاحتياطي. وقبل توقيفه، شارك في كل تظاهرات الحراك الشعبي منذ بدايته في 22 فبراير والذي دفع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة في أبريل؛ لكنه ما زال يطالب برحيل "النظام" الحاكم منذ استقلال البلاد في 1962. ومنذ يونيو 2019، كثفت قوات الأمن التوقيفات في صفوف نشطاء الحراك وحُكم على بعضهم بالسجن مع النفاذ؛ بينما لا يزال بعضهم، مثل المعارض كريم طابو، ينتظرون المحاكمة. وفي بداية فبراير، برأت المحكمة زميله في زنزانة السجن سمير بلعربي، وجه آخر من وجوه الحراك البارزين. وينتظر أن يُحاكم، في الرابع من مارس الجاري، وجه آخر بارز من الحراك المعارض هو كريم طابون، مؤسس حزب الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي، حسب ما ذكر المحامي ورئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان نور الدين بن يسعد. وأوضح المحامي أن طابون متهم أيضا ب"المساس بسلامة وحدة الوطن"، إضافة إلى "أعمال عنف" من أجل "عرقلة تحرك آليات عسكرية" بدون توضيح الوقائع.