شدد عاطف أبو سيف، وزير الثقافة الفلسطيني، على عمق العلاقة القائمة بين المغرب وفلسطين، معتبرا أن الأمر يتعلق ب"علاقة كفاح مشترك موثقة بمواقف حكيمة للملك محمد السادس"، رئيس لجنة القدس. وأكد عاطف، في تصريح صحافي على هامش مشاركته في ندوة حول "حضور المغاربة في القدس: الرموز والدلالات"، نظمت في إطار الدورة ال26 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، أن "وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع المالي للجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس، تعد منارة مهمة وأحد تجليات دعم الملك للقدس وأهلها". وأضاف الوزير: "هذا الدعم الموصول يكرس العلاقات المغربية الفلسطينية المتميزة التي تمتد عميقا في التاريخ، سواء من خلال الحضور القديم للمغاربة في القدس أو مواقف الملك الداعمة للقضية والقيادة الفلسطينيتين"، مبرزا دور وكالة بيت مال القدس الشريف في التعريف بقضية القدس من خلال غرس التعلق بهذه المدينة في نفوس الناشئة، وطباعة الكتب والمخطوطات التي تؤرخ للقضية وللحق العربي فيها. وأكد الوزير الفلسطيني أن المركز الثقافي المغربي الذي سيقام في القدس سيكون بدوره "مؤسسة مهمة"، باعتبار "حاجتنا إلى الدعم والإسناد للتعريف بمعاناة المقدسيين ودعمهم". سفير فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، أكد في تصريح صحافي على الحضور التاريخي للمغاربة في القدس الشريف؛ "وهو حضور استمر مئات السنين، ويستمر من خلال الدعم المتواصل لجلالة الملك للمدينة المقدسة، والحضور القوي للقدس في قلوب المغاربة". من جهته، قال محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إن هذه الندوة شكلت مناسبة للتأكيد على الحضور المستمر للمغاربة في القدس "بأثر مادي وبشهادة مكتوبة وشفوية"، وهو ما أكده الأكاديميون والباحثون الفلسطينيون الذين شاركوا فيها. وتوقف الشرقاوي عند ما أكد عليه هؤلاء المتدخلون من "تضامن مبدئي وثابت ومتواصل للمغرب مع فلسطين وقضية القدس، وهو التضامن الذي يتجسد من خلال رئاسة جلالة الملك للجنة القدس، إذ يسير عمل هذه اللجنة من خلال مسارين اثنين، هما المسار السياسي القانوني الذي تضطلع فيه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بدور مهم، والمسار الاجتماعي الميداني الذي تقوم فيه وكالة بين مال القدس الشريف بأدوار معتبرة ومقدرة من طرف المؤسسات المقدسية". من جهته، أبرز مدير قسم السياحة والآثار في مديرية أوقاف القدس، يوسف سعيد النتشة، في مداخلته، العلاقة الوطيدة التي تجمع الشعبين الفلسطيني والمغربي، والدور البارز للمملكة في دعم القدس والمقدسيين. وقال النتشة في هذا الصدد إن "جهود الملك محمد السادس لفائدة القدس، وصمود الفلسطينيين والدولة الفلسطينية، تشكل مجتمعة مثلثا متساوي الأضلاع للدفاع عن أهل القدس وتمكينهم من المنعة والصمود"، مشددا على أن هذا الدعم الموصول من جانب المملكة إنما يمثل "استمرارا للعلاقة التاريخية بين المغاربة والمدينة المقدسة". هذه العلاقة التاريخية بين المغاربة ومدينة القدس توقف عندها بشكل مطول أستاذ التاريخ والآثار بجامعة بيرزيت بفلسطين نظمي الجعبة، مشيرا إلى أنها تتوزع على ثلاثة أشكال أساسية. وأوضح الجعبة أن أول هذه الأشكال يتمثل في "علاقة المجاورة" للمسجد الأقصى لمدة معينة من الزمن، حيث كان المغاربة يرمون نسج "علاقة وجدانية" معه. ثاني أوجه هذه العلاقة، يضيف الجعبة، يتمثل في "العلاقة الجهادية" من خلال مشاركة الكثير من المغاربة في عشرات المعارك التي يمكن توثيقها دفاعا عن القدس، سواء المتطوعون منهم أو النظاميون؛ فيما تتمثل العلاقة الثالثة في "علاقة العلم والثقافة، حيث كان المغاربة يشاركون في "رحلة لطلب العلم" يقيمون خلالها في القدس للتعلم أو التعليم". وتميزت هذه الندوة بقراءة شعرية للشاعر الفلسطيني رامي اليوسف، وتقديم دراسة تحت عنوان "الربعة المغربية المحفوظة في رحاب المسجد الأقصى المبارك"، للفلسطينية سمر زكي عطية بكيرات، الباحثة بمركز ترميم المخطوطات بالمسجد الأقصى.