بعد الجدل الذي أثاره تصدر فيديوهات "الروتين اليومي" ل"الطوندوس" المغربي بإيحاءات جنسية، أعلن فنانون وإعلاميون اقتحامهم عالم "يوتيوب" بهدف الارتقاء بالمحتوى الرقمي. الممثلة المغربية سناء عكرود قررت بدورها ولوج عالم صناعة المحتوى الرقمي، وبادرت بإنشاء قناة تقوم من خلالها بنشر فيديوهات لمعالجة مواضيع ذات طابع اجتماعي تحسيسي، محققة بذلك نسب مشاهدة مهمة، وهو ما اعتبره متتبعوها "تكسيرا لنظرة الجمهور عايز كده"، التي تسببت في إفساد محتوى "يوتيوب". وخصصت "دويبة" أولى حلقات ظهورها على "يوتوب" لمناقشة ظاهرة التنمر الإلكتروني التّي مست حياة العديد من الشخصيات، وقالت إنّ "هذه الظاهرة الخطيرة ناتجة عن ضعف المنظومة التربوية، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لممارسة الأذى والتحرش والتشهير بالآخرين". وأضافت الممثلة المغربية: "انتشار المعلومة والشتيمة والفضيحة يتم من خلال نقرة واحدة، لتبدأ سلاسل أخرى من التنمر والشتيمة لتعنيف الضحية"، مؤكدة أنّ "الضحايا يعيشون كابوسا بعد قرصنة حساباتهم واقتحام حياتهم الشخصية وسرقة أسرارهم واستخدامها ضدهم عاطفيا أو ماديا". وأعلنت عكرود مشاركة تجاربها عبر المنصة الرقمية، إضافة إلى منح متابعيها فرصة اختيار مواضيع للحديث عنها، أو مشاركة تجارب خاصة عاشوها، معبرة عن استعدادها لنقل أصواتهم، والترويج لرسائل هادفة. من جهتها، انضمت الممثلة نرجس الحلاق إلى قائمة الفنانين الذين اقتحموا عالم "يوتيوب" عن طريق تقاسم حياتهم اليومية مع متابعيهم، إذ أطلقت الفنانة المقيمة بكندا قناة خاصة تنشر فيها "روتينها اليومي"، لتقاسم يومياتها في كندا مع متابعيها، وتفاصيل سفرها من أجل الدراسة. في السياق ذاته، بادر الصحافي إسماعيل بتأسيس مجموعة تحت اسم "محتوى نقي"، تهدف إلى التعريف ومشاركة فيديوهات ومقالات وصور تهم مجالات العلم والمعرفة، إلى جانب نشر فيديوهات قصيرة تعرف بأطفال وشباب مغاربة يسهرون على تقديم محتوى هادف تحت وسم "ناس الويب". وخصص الصحافي المغربي أولى حلقاته للتعريف بالطفل محمد علي، البالغ من العمر تسع سنوات، الذي يعد أصغر منتج محتوى رقمي في المغرب، ويسعى إلى تقديم فيديوهات علمية بشكل ترفيهي لتبسيط المعلومات المتعلقة بالكواكب والسفر بين المجرات لمتابعيه الأطفال والكبار، تحت اسم "علوم علي". كما تطرق الصحافي ذاته في الحلقة في الثانية من البرنامج للتعريف بالشاب الأمازيغي محمد الداودي، المعروف ب"الداموح"، الذي اختار تقديم فيديوهات للتعريف بالثقافة الأمازيغية، وإنشاء مجتمع معرفة أمازيغي عبر الأنترنيت. وكان موقع "يوتيوب" أعلن قبل أيام شروطا جديدة لاستخدام المنصة الرقمية، سيتم العمل بها ابتداء من السنة المقبلة، وتنص على حق الإدارة في تعليق أو إيقاف نشاط كل قناة في حالة اعتقدت، وفق تقديرها، أنها "غير ربحية"، أو تخالف القوانين الجديدة التي سطرتها. وتوعدت إدارة "يوتيوب" أصحاب القنوات التي يتابعها أطفال تقل أعمارهم عن 18 سنة بغرامة تصل إلى 42 ألف دولار، وإغلاق القناة نهائيا؛ وذلك إثر اتهامها باستغلال المعلومات الشخصية لمستخدمي المنصة الرقمية، ومنحت أصحاب القنوات المدرة للدخل مهلة أربعة أشهر لتسوية وضعيتهم القانونية. وشددت المنصة ذاتها على إغلاق كل قناة بشكل نهائي لا تتوفر على الشروط الجديدة والمصادقة عليها، معتمدة على تقنية "خوارزمية الصورة والصوت" لكشف المخادعين. وكانت فيديوهات "الروتين اليومي" أثارت موجة كبيرة من السخط والسخرية من بعض الناشطات المغربيات على موقع "يوتيوب"، اللواتي لجأن إلى أساليب "لا أخلاقية" طمعا في دولارات الموقع الأمريكي، وحصد أكبر نسب المشاهدات.