احتضن المركز الاجتماعي التربوي بحي الرياض بمدينة الرباط حفل توقيع كتاب "من تاريخ شفشاون" للباحث طه بن فاروق الريسوني، بحضور عدد من النقاد والمهتمين بالحقل الأدبي والتاريخ، إضافة إلى معارفه وأبناء بلدته. وتم توقيع الإصدار الأدبي الجديد في حفل نظمته جمعية "رباط أهل شفشاون"، مساء السبت، بمشاركة عبد الله ساعف، وهدى المجاطي، ومحمد ياسين الهبطي، وجمهور غفير حج للاطلاع على تاريخ مدينة مولاي علي بن راشد والسيدة الحرة، يتوسطهم محمد الشيخ بيد الله. ويقع الجزء الأوّل "من تاريخ شفشاون" في 189 صفحة من الحجم الكبير، تستلهم موروث وذاكرة شفشاون في أبعادها الاجتماعية والحضارية والتاريخية، وتبرز ثراء ماتعا يشد القارئ ويخلق لديه لذة المطالعة وشوق تدوين جوانب أخرى من تاريخ م. ويتطرق الكتاب إلى اسم شفشاون من فصاحة التأصيل وتسمية الشاون من عامية التّسهيل، والسيدة الحرة اسم أصيل وغيره من هوى التّأويل، وتسمية "وطا حمّام" بين نزعة الضبط ونزوة الهرْط، وتسمية مسجد "بوزعافر" بين الطرح العام السائد ورواية المؤرخ الحضري العلامة الرائد. كما يتطرق الباحث الريسوني في الإصدار ذاته إلى مسارات بعض نساء ورجالات منطقته، راسما بورتريهات لشخصيات مختلفة ومتنوعة، من قبيل: المقاوم الكاطبي، والعديد من رجالات الحركة الوطنية وأصحاب المهن والتجارة وشيوخ ومؤسسي الزوايا. ويستعرض الكتاب مسارات متميزة لأول ضابط شفشاوني في القوات المسلحة الملكية، وأول مهندس ابن المدينة. كما يميط اللثام عن وجه أول امرأة حائزة على شهادة الباكالوريا وغيرها من الشخصيات، في لغة راقية وأسلوب شيق. وفي هذا السياق قال كريم بنيعقوب، الكاتب العام للجمعية المنظمة، إن "هذا النشاط يندرج في سياق تثمين الأعمال الإبداعية، خاصة تلك المتعلقة بمسقط الرأس شفشاون، بالإضافة إلى تجديد أواصر التواصل بين الشفشاونيات والشفشاونيين، وتدارس تاريخ المدينة والعودة إلى التجوال بين أزقة المدينة الأم زمن الأبيض والأسود". وأضاف بنيعقوب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الإصدار يعد إضافة علمية تاريخية نوعية ومرجعا غنيا في ظل شح المراجع والتوثيقات وشتات الحقائق والوقائع. من جانبه، اعتبر مؤلف "من تاريخ شفشاون" أن "الكتابات التي تغوص في تاريخ شفشاون قليلة وشحيحة، من هنا تولدت الفكرة لتدوين هذه الوقائع والأحداث وكذا الحقائق في كتاب لسد الفراغ الحاصل في التوثيق التاريخي لمدينة شفشاون". وأضاف طه بن فاروق الريسوني أن الكتاب يغطي تاريخ شفشاون من التأسيس إلى اليوم عبر مقاطع وفصول لها أبعاد متعددة يتداخل فيها الإنساني والتاريخي والطبيعي، معززا بالصور والوثائق، آملا أن يمتد هذا الإصدار إلى الأجيال القادمة. أما عبد الله ساعف فقال إن شفشاون كانت تعتبر "إحدى بوابات المغرب التي كان عليها ثقل من الخارج وصمدت"، مشيرا إلى استمرار الحياة بها إلى ما بعد الاستقلال بأشكال مختلفة، وواصفا إياها بالمكان المغري من الناحية الفكرية والثقافية. "على ما يبدو، فإن ما دفع طه الريسوني، مؤلف هذا الكتاب، عن "تاريخ شفشاون"، هو الرّغبة في أن يحكي العاصمة الراشدية، وأن يصفها بعناية دقيقة، وأن يسرد وقائعها بتذوّق العاشق للمدينة.. ولا شك أن إصداره هذا ينبئ بتوجه واعد شكلا ومضمونا في كتاباته القادمة"، يكتب ساعف في تقديمه لكتاب "من تاريخ شفشاون".