أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كتابا جديدا بعنوان: «مساهمة في دراسة تاريخ المقاومة المغربية للاستعمار الاسباني مقاومة مدينة شفشاون نموذجا » والذي هو في الأصل أطروحة جامعية لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ حضرها الدكتور محمد ياسين الهبطي. ويعد هذا الكتاب، بما احتواه وتضمنه من مادة علمية ومصدرية ومرجعية وتوثيقية رصينة، غاية في الأهمية ومصدرا لا مناص من الرجوع إليه والاستئناس به والارتكاز عليه أثناء البحث في تاريخ المقاومة العسكرية والنضال السياسي لمنطقة جبالة عموما ومدينة شفشاون ونواحيها على وجه الخصوص بعد الاحتلال الاسباني لشمال المغرب عقب توقيع عقد الحماية. ويميط هذا الإصدار المتميز اللثام عن مجموعة من الحقائق التاريخية التي ظلت غائبة من ساحة البحث وخاصة منها تلك المتعلقة بمقاومة مدينة شفشاون والقبائل المحيطة بها للجيوش الاسبانية الغازية ابتداء من سنة 1913 إلى حدود سنة 1924، السنة التي شهدت معركة ضارية أبلى فيها المجاهدون والمقاومون من منطقة الشمال المغربي بقيادة الزعيم البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي البلاء الحسن وحرروا المدينة حتى أنها في القاموس العسكري الاسباني سميت «بأنوال الثانية». وبعد تناوله لحيثيات الوقائع العسكرية لهذا الجانب أو ذاك وتتبعها بالتوثيق والتحليل، انكب الباحث على الشق الثاني من الحياة النضالية لمدينة شفشاون في تجلياتها السياسية والثقافية والفكرية، سواء في بعدها المحلي أو الجهوي المتمثل في التنسيق الذي كان قائما بين وطنييها ووطنيي مدينة تطوان مهد الحركة الوطنية بالشمال المغربي. وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن هذا الإصدار يأتي في سياق إستراتيجية علمية سعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من خلالها لتغطية كل منطقة ومدينة وقرية أو مدشر بإنتاجات تاريخية وازنة ورصينة تتوخى الدقة المصدرية وتتحرى الصدقية التوثيقية حتى تعطي لكل منطقة المكانة القمينة بها في سجل تاريخ المقاومة والحركة الوطنية وتسليط الأضواء الكاشفة على مكان الظل في تاريخ رجالها ونساءها، مقاوميها ووطنييها. وهذا الإصدار يوجد في 300 صفحة معروض للبيع بسعر 35 درهما لدى شسيع المداخيل بالمصالح المركزية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ولدى مجموع نياباتها الجهوية والإقليمية ومكاتبها المحلية عبر التراب الوطني.