صدر للباحث المغربي طه بن فاروق الريسوني الجزء الأوّل "من تاريخ شفشاون"، في 189 صفحة من القطع الكبير؛ في خطوة ترصد وتوثّق لبعض الوقائع والتجليات والحقائق، وتستلهم موروث وذاكرة شفشاون في أبعادها الاجتماعية والحضارية. كتاب "من تاريخ شفشاون" يضمّ، في الجزء الأول منه، 21 فصلا؛ نذكر منها: اسم شفشاون من فصاحة التأصيل وتسمية الشاون من عامية التّسهيل، والسيدة الحرة اسم أصيل وغيره من هوى التّأويل، وتسمية "وطا حمّام" بين نزعة الضبط ونزوة الهرْط، والزوايا الصوفية الأصلية التّسع، والفقيه البركة سيدي أحمد بن سعيد الإمام المدرر مسيرة أربعين سنة وزيادة في الزاوية الريسونية، وتسمية مسجد "بوزعافر" بين الطرح العام السائد ورواية المؤرخ الحضري العلامة الرائد. ويستعرض المؤلف، في مقدمة هذا الكتاب المعزّز بالوثائق والصور، السياقات التي دعته إلى إخراج هذا العمل الذي يستقصي عبره وبالتّفاصيل جوانب إنسانية وتاريخية مهمة، حيث يقول: "... تحظى ياسمينة الجبال شفشاون، مدينة الأمير مولاي علي بن راشد العلاّلي المشيشي العلمي الإدريسي الحسني، باعتناء بالغ عبر وسائل الإعلام بشتى ضروبه واكتراث مفرط في وسائط التواصل الاجتماعي".. وضمّ هذا المُؤلّف أيضاً تصديراً مركّزاً وأكاديمياً بحبر الدكتور عبد الله ساعف، الذي استقصى فيه قيمة هذا الكتاب وتوقف على أهم الخطوط والمرتكزات النظرية والتعبيرية التي جاء بها. نقتطف من التصدير هذه الإضاءة: ".. على ما يبدو، فإن ما دفع طه الريسوني، مؤلف هذا الكتاب عن "تاريخ شفشاون"، هي الرّغبة في أن يحكي العاصمة الراشدية وأن يصفها بعناية دقيقة وأن يسرد وقائعها بتذوّق العاشق للمدينة.. ولا شك في أن إصداره هذا ينبئ بتوجّه واعد شكلا ومضمونا في كتاباته القادمة".