نظمت العائلة العمارتية حفلا دينيا غاية في التنظيم و الثراء بما احتواه من مواد متنوعة من تلاوة لكتاب الله و صلاة على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و مديح و سماع ، و ذلك تأبينا في وفاة الرجل البركة سيدي الحاج محمد بن الحسين بن الحاج محمد بن عبدالكريم العمارتي المرابط ، الذي يعتبر أحد أعمدة العائلة العمارتية خصوصاً فخد الحاج محمد (الكبير) بن الحاج عبدالكريم. و حضر الحفل رموز العائلة العمارتية الكريمة المتواجدة بمدينة شفشاون و خارجها ، و نخبة من أهل السياسة و الفكر بالمدينة ، يتصدرهم السيد سعد العلمي الوزير السابق و السيد خالد السفياني رئيس الجماعة الحضرية لشفشاون و السيد الرحموني مدير الديوان سابقا ، كما حضر ثلة من الأشراف الوزانيين يتصدرهم الشريف البركة سيدي عبدالرحمان الوزاني الطيبي و عددا من رموز العائلة الريسونية العريقة . و تحتفظ الذاكرة الجماعية لأهالي شفشاون بكثير من الأنشطة البالغة الأهمية لزاوية مولاي التهامي بشفشاون المسماة بالزاوية التهامية التي تشرف على تدبير شؤونها العائلة العمارتية الكريمة ، بحيث تشهد الوثائق المودعة في أرشيف البلدية و العمالة و في الأرشيف الخاص لمؤرخ المدينة و بعض مثقفيها و علمائها بإنجازات مهمة جدا على مستوى التربية الصوفية و الاحتفالات الدينية مما كان له إشعاعا مؤثرا على كل الأوساط و الشرائح الاجتماعية الشفشاونية . و في لقاء خاص مع المؤرخ الداعية مولاي علي الريسوني أدلى لجريدة شورى بريس بمعلومات قمة في النفاسة حول الزاوية التهامية و كيف التمس أحد أبرز شخصيات العائلة العمارية من مولاي التهامي الإذن بتأسيس زاوية باسمه مولاي التهامي بشفشاون ، حبا في شيخه و تعلقا بأهدابه و تزكية لمريديته لمولاي التهامي القطب السامي ، و بالفعل تم تأسيس الزاوية بهذا الإسم الزاوية التهامية و به عرفت بين كل أجيال شفشاون و غمارة إلى يومنا هذا . و بمناسبة تابين الراحل الرجل البركة سيدي الحاج محمد بن الحسين بن الحاج محمد بن عبدالكريم العمارتي المرابط ، قام أحد الريسونيين برثائه في كلمة جميلة لقيت استحسان الحضور النوعي الكريم ، استعرض فيها محطات في علاقة العائلة الريسونية بالعائلة العمارتية و إشارات إلى مكانة الزاوية التهامية ضمن النسيج العام لزوايا التصوف بشفشاون . يذكر أن الزاوية التهامية بشفشاون تعرف ركودا شبه تام ، قلص من تأثيرها الصوفي الروحي بالمدينة ، بحيث لم تعد تنظم بها أنشطة دينية لا في المواسم ولا في الأيام العادية ، التي دأبت على تنظيمها وفق المنهج الصوفي للزاوية الوزانية على يد رموز من العائلة العمارتية و محبين بارزين ، أبلوا البلاء الحسن سابقا في بناء صرح الزاوية و فرض وجودها بين باقي مكونات الحقل الديني و الصوفي و الثقافي للمدينة ، لكن و يسجل ملاحظون أنه رغم تراجع الزاوية التهامية عن قيامهما بالأدوار المنوطة بها إلا أن سجل "بحرها" الزاخر و تاريخها الحافل بالعطاء لا يمكن أن ينسى أو أن يلغى بمجرد أن يرميه أحد ب"حجر".