خلال خطبة الجمعة التي أعقبت الاحتفال بعيد المرأة والتي ألقاها خطيب مسجد محمد السادس بتطوان والتي حضرها أمير المؤمنين، وبعد التذكير بدور أمهات المؤمنين وسيدات المغرب من قبل فاطمة الفهرية والسيدة الحرة، جاء في نص الخطبة وفي إشارة إلى الست الحرة «وهاته الشريفة ريسون، الفقيهة العالمة المحسنة، التي كانت قبل أربعة قرون في هاته الجهة تنفق على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام من مالها الخاص ابتغاء ثواب الله ورضوانه.» هاته الاشارة والاشاذة بهاته السيدة الشريفة رجعت بنا عمليا إلى خمس قرون، بل ورجعت بنا إلى ميلاد الزواية الريسونية ودورها في التربية والجهاد في هاته المنطقة، حيث خلفت ارتياحا واسعا في نفوس أبناء الشمال وفي صفوف الشرفاء الريسونيين، بل نكاد نقول أن هاته الاشارة جاءت لتؤكد ترتيب علاقة جديدة بدأت تنسج بالنظر إلى رؤية السيد على بن الغالي الريسوني النائب الأول لرباط الزاوية الريسونية لسياسة وزارة الأوقاف والشأن الديني. بالنظر أيضا إلى تفاعلاته من خلال تجميع رباطات الشاذلية بالمغرب، حيث أن هذا المؤشر في حاجة إلى تدعيم وذلك في أفق صهر كل المبادرات في أفق التنمية الشاملة بالمغرب وفي سياق البناء الوطني الشامل. وحسب بعض المتتبعين للشأن الديني بالمغرب، فإن هاته الخطوة تؤشر على أن وزارة الأوقاف بصدد مراجعة قد تكون شاملة تهدف إلى التعبئة وتجميع القوى الحية والفاعلين الدينيين والشخصيات وراء المشروع المجتمعي الحداثي. كما أن هاته الاشارة التي أرسلت في حضرة صاحب الجلالة تلزم اشارات من الطرفين، خصوصا وأن الشرفاء الريسونيين يعبرون عن الميراث الصوفي الشاذلي المشيشي بمسحته الجزولية، وبالتالي فإن الخطوة المثلى على هذا الطريق هو أن يجتمع جميع الفاعلين على صعيد موسم مولاي عبد السلام في فاتح يونيو المقبل. وما ذلك على الطرفين بعزيز.