المغرب يستورد زيت الزيتون من البرازيل    السقوط من الطابق الثالث ينهي حياة أم بطنجة    أمن البيضاء يحقق مع جزائريين وماليين على خلفية دهس بين 7 أشخاص بسيارات رباعية    ميناء طنجة المتوسط يقوي قدراته اللوجستية باستثمار 4 مليارات درهم    الدرهم يتراجع بنسبة 1,18 في المائة مقابل الدولار الأمريكي بين شهري شتنبر وأكتوبر (بنك المغرب)    وقفات تضامنية مع غزة ولبنان بعدد من مدن المملكة        عدد وفيات مغاربة فالنسيا بسبب الفيضانات بلغ 5 ضحايا و10 مفقودين    الدريوش يتلقى استدعاء لتمثيل هولندا    بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    مدافع الوداد جمال حركاس: تمثيل "أسود الأطلس" حلم تحقق        أكديطال تتجه لتشييد مصحة حديثة بالحسيمة لتقريب الرعاية الصحية    الوسيط يعلن نجاح الوساطة في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    سانت لوسيا تشيد بالمبادرات الملكية بشأن الساحل والمحيط الأطلسي    منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    المغرب وفرنسا… إضاءة التاريخ لتحوّل جذري في الحاضر والمستقبل    "جبهة نقابية" ترفض المس بالحق الدستوري في الإضراب وتستعد للاحتجاج    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    وسيط المملكة يعلن عن نجاح تسوية طلبة الطب ويدعو لمواصلة الحوار الهادئ    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان        إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعوديون من شفشاون: إمارة المؤمنين مكسب وفخر للمغاربة
نشر في شورى بريس يوم 30 - 05 - 2016

احتضنت مدينة شفشاون يوماعلميا نظمته مؤسسة آل البيت للشريف مولاي أحمد الريسوني ، بتعاون مع الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية بجدة بالمملكة العربية السعودية، وهو نشاط في دورته السادسة لملتقيات آل البيت النبوي الشريف، وذلك يوم السبت 14 شعبان 1437 موافق 21 ماي 2016، بقاعة المحاضرات ، حيث اشتمل اللقاء على ندوة علمية في موضوع (الدستور المغربي في ظل أمير المومنين جلالة الملك سيدي محمد السادس نصره الله وأيده: خمس سوات من الاستقرار والازدهار) كما اشتمل أيضا على حفل تكريمي للدبلوماسي المغربي والمؤرخ أبو بكر بنونة، بمناسبة القراءة الأولى في كتابه (ملف الصحراء).
وشمل الملتقى جلسة افتتاحية، وجلسة تكريمية وجلستين علميتين.
وفي كلمة موجزة للشيخ علي الريسوني أكد على أهمية هذا الملتقى الذي يأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين المملكة المغربية الشريفة وبين المملكة العربية السعودية الشقيقة،
تناول الكلمة في البداية عامل اقليم شفشاون الأستاذ الفاضل إسماعيل أبو الحقوق، والذي ترأس فعليا هذا اللقاء المميز، حيث رحب بالضيوف والشخصيات من داخل المغرب وخارجه الذين حضروا الحفل، كما نوه بموضوع هذه الدورة المتمركز حول إمارة المومنين، والتي اعتبرها "ضامنة لهوية المغاربة جميعا التي لا تتغير مهما طال الزمن، وبذلك شكلت أهم وأقوى الأسس لنظام الحكم بالمغرب من طنجة إلى الكويرة منذ المولى إدريس الأكبر"، كما أشاد بجهود جلالة الملك محمد السادس في التعامل مع مشاكل البلاد وحلها، والقرب من المواطنين. وبخصوص الشخصية المكرمة، فقد أشار الأستاذ إسماعيل أبو الحقوق إلى أهم المناصب التي عمل فيها في ميادين مختلفة، معتبرا أسرة بنونة من بين الأسر الوطنية التي دافعت عن هذا الوطن لاسيما أب الحركة الوطنية الحاج عبد السلام بنونة ومن كان معه، مضيفا "كما ساهم أستاذنا المبجل في تدبير ملف الصحراء المغربية ... حيث كلف بمهمة الإعلام" مختتما حديثه بمتمنياته لهذا الملتقى تحقيق أهدافه المتوخاة.
ثم تناول الكلمة، رئيس الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية الدكتور الشريف محمد بن علي الحسني، الذي نوه بشدة بدور الملك محمد السادس نصره الله في الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي بالمغرب، خصوصا في دستور فاتح يوليوز 2011، معتبرا أن هذه الملتقيات التي تعقد منذ 2011 تصب وتساهم في التنويه بهذا البلد الأمين، وتعزيز علاقته بالمملكة العربية السعودية، والتعريف بهبة الإسلام لأوروبا.
مولاي علي الريسوني، تناول الكلمة باسم مؤسسة آل البيت للشريف مولاي أحمد الريسوني بشفشاون، حيث استذكر تاريخ هذه المؤسسة وتفسير دلالة اسمها الحامل للنقيب مولاي أحمد الريسوني، نقيب العائلة الريسونية بالمغرب سابقا، باعتبار أنه رحمه الله ترك أرشيفا ضخما لتاريخ شفشاون وجهة طنجة تطوان الحسيمة, معتبرا أن "هذا الملتقى هو الوحيد في المغرب الذي يجمع بين أشراف الحجاز بمكة المكرمة وغيرها، وبين أسناء عمومتهم بالمغرب" مضيفا كذلك أن "هذه المؤسسة كانت ولا تزال تدافع عن الوحدة الوطنية والترابية لمغربنا الغالي"
ثم تناول رئيس المجلس الإقليمي لمدينة شفشاون، الأستاذ عبد الرحيم بوعزة، حيث أعرب عن شكره وامتنانه لمؤسسة آل البيت للشريف مولاي أحمد الريسوني ممثلة في رئيسها الأستاذ مولاي علي الريسوني، مذكرا بجهوده الوطنية والدولية، حيث قال "إن صفة سفير النوايا الحسنة هي أقل ما يمكن أن نصفكم به" كما شكر الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية لعقدها في شفشاون هذه الملتقيات الدولية كل سنة، منوها بموضوع اللقاء وبالشخصية المكرمة.
كما تناول الكلمة ممثل بلدية شفشاون، الأستاذ حسن الدحمان، إذ أعرب عن إعجابه بموضوع الندوة العلمية، مستذكرا السياقات التي جاءت فيها الإصلاحات الدستورية، مبرزا الاستثناء المغربي في خريطة الوطن العربي الذي يسهر عليه عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس، منوها بالأستاذ أبو بكر بنونة (الشخصية المكرمة) وبعض أعماله الجليلة.
كانت كلمة المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي ألقاها نيابة عن المندوب الجهوي بطنجة، مركزة وموجزة، حيث أشاد بهذا الملتقى الذي يتمحور حول إمارة المومنين، معتبرا أنها "نعمة كبيرة من الله بها على هذا البلد وتقوم على أساس البيعة" مضيفا "أنها ضمانة أسياسية لاستقرار هذا البلد، وسفينة النجاة التي قادتنا إلى شاطئ النجاة" كما أشاد بالالتفاتة الكريمة للجهة المنظمة لتكريم الشخصية الوطنية البارزة الأستاذ أبو بكر بنونة على ما يقدمه من أعمال خيرية وتضحيات وطنية لهذا القطر الغالي، مختتما حديثه بمتمنياته لهذا اللقاء بالنجاح والتميز.
لهيم الترك ممثل الجالية اليمنية في المملكة المغربية، ألقى كلمة بهذه المناسبة، والذي أبدى إعجابه في البداية بمدينة شفشاون التي يزورها للمرة الثانية، وهو بدوره نوه بشدة بالوضعية المميزة الأمنية التي حبا الله بها البلد المغربي عموما، ومدينة شفشاون على الخصوص، مبديا حبه لملك البلاد محمد السادس وعلاقته المتينة مع شعبه.
جدير بالذكر أن الأستاذ لهيم الترك، له كتاب عن الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وهو بصدد إعداد كتابا آخر عن الملك الحالي محمد السادس حفظه الله.
كلمة المرأة المغربية، قدمتها الأستاذ فاطمة الجامعي الحبابي (زوجة العلامة الفيلسوف الراحل محمد عزيز الحبابي – عميد كلية الآداب بالرباط) إذ في البداية شكرت الله على توفيقه لهذا اللقاء، كما شكرت من كان له الفضل في هذا الجمع الشيخ مولاي علي الريسوني، ثم استرجعت محطات مهمة من تاريخ المغرب منذ المولى إدريس الأول، حيث ربطت أسباب الاستقرار الذي ننعم به اليوم، بلطف الله وعنايته وحفظه، ثم بوجود أسرة شريفة سليلة البيت النبوي الشريف، "تحكم المغرب منذ ما يزيد على أربعة قرون ممثلة اليوم في أمير المومنين الملك محمد السادس المؤيد بنصره الله" كما قامت بالحديث عن الدستور المغربي والإشادة بجهود عاهل البلاد في تجنيب بلده مآسي وكوارث "لارتباط الراعي برعيته، ولرابطة الراعي بمولاه".
كما تناول الكلمة، الناطق الرسمي باسم الزاوية العلوية الصوفية المغربية الأستاذ رضوان ياسين، الذي اعتبر الدستور المغربي "إلهام رباني وإرشاد إلهي لقائد الأمة محمد السادس" مثمنا خطوات العاهل المغربي نصره الله، مُرجعا الفضل بعد الله له لما نعيشه اليوم من استقرار نفسي وروحي وأمني.
وفي نفس السياق، تحدث ممثل الطريقة النقشبندية العالمية، السيد محمد أيت سفار، مشيدا بالجهة المنظمة المشرفة على هذا اللقاء، ومنوها بالأستاذ أبو بكر بنونة وبعض جهوده القيمة.
تجدر الإشارة إلى أن الطريقة النقشبندية قامت بمبايعة أمير المومنين محمد السادس نصره الله في ملتقى مجمع الصالحين بمولاي عبد السلام بن مشيش الذي تنظمه الزاوية الريسونية كل سنة.
تناول الكلمة أيضا، رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة شفشاون، الأستاذ محمد ابن تحايكت، الذي يشارك كعادته كل سنة في هذه الملتقيات، حيث ركز في حديثه عن إمارة المومنين ووظيفتها في تثبيت وترسيخ قيم الإسلام السمحة وهويتنا الدينية، معتبرا أننا نعيش في ظل "عصر ملك شاب فتح الله عليه بعلوم عصرية وبنظرة ثاقبة ومعايشة الواقع من حوله، حيث كان له الفضل في تأسيس دستور لهذه الأمة، الذي كفل لها الاستقرار والأمن والأمان"
مدينة سبتة، بدورها كانت حاضرة في هذا الملتقى، حيث تحدث الشريف الأستاذ ادريس الوهابي باسم مسلمي سبتة عن هذا اللقاء، معتبرا موضوعه من أهم مواضيع الساعة، مصرحا أن مسلمي سبتة يجددون بيعتهم وولاءهم لأمير المومنين محمد السادس نصر الله، مختتما حديثه بالدعاء الصالح لجلالته ومتمنياته النجاح لهذا اللقاء.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، ألقى الكلمة الأستاذ اسماعيل البشير العلمي، ممثل المجتمع المدني الشفشاوني، حيث أعرب عن سروره بهذا اللقاء الميمون الذي ينظم كل سنة، ومبديا إعجابه الشديد بموضع هذه الدورة، معتبرا أن مدينة شفشاون أضحت تستقطب في كل سنة ملتقيات دولية وندوات علمية ومهرجانات فنية وثقافية، تساهم كلها في التنمية الشاملة التي يرعاها أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
أشغال الجلسة التكريمية
استهل أول كلمة في حق المحتفى به، نقيب العائلة الريسونية بالمغرب، المحامي والحقوقي الأستاذ الشريف محمد مصطفى الريسوني، حيث تعذر عليه الحضور لظروف مهنية، وألقاها بالنيابة عنه، الأستاذ الشريف جمال الدين الريسوني، حيث استذكر محطات مهمة من التاريخ الوطني الحافل للأستاذ أبو بكر بنونة، مشيرا للعلاقات الشخصية بين عائلة الريسوني وعائلة بنونة، ومنوها بأبرز الوظائف التي تقلدها المكرم في حياته، متمنيا له بدوام الصحة والعافية.
ثم قام مولاي علي الريسوني، بسرد جميل للعلاقات الطيبة التي تجمعه شخصيا بالمحتفى به، كما قام بالتعريف بأسرته الشهيرة، وكذلك بأخيه الذي كان مديرا للتشريفات الملكية، ونوه إلى كون المحتفى به يحتفظ في مكتبته بما يزيد عن 40 رسالة أصلية متبادلة ما بين والده الحاج عبد السلام بنونة، وما بين زعيم المقاومة الجبلية في شمال المغرب مولاي أحمد الريسوني، إذ لمح ذات المتكلم إلى أن هناك نية لإخراج هذه الرسائل النفيسة وطبعها في كتاب، مشيرا إلى كون المحتفى به من مريدي الزاوية الريسونية على عادة أبائه وأسلافه.
ثم أخذ الكلمة الأستاذ محمد الحبيب الخراز، رئيس هيأة المحامين بتطوان سابقا، حيث سلط الضوء على تاريخ مهم من حياة الأستاذ بنونة، كما استظهر محطات ولحظات خالدة في مسيرته الوطنية، مشيرا إلى أسرة بنونة ككل باعتبارها من بين الأسر العريقة التي ساهمت في الدفاع عن المغرب إبان الاستعمار، منوها بكتابه الأخير الذي أصدره عن الصحراء المغربية (ملف الصحراء)، ومذكرا بجانبه الخيري والعمل الإحساني الذي تشهد له به مدينة تطوان.
كما تحدث عن المحتفى به، الأستاذ رشيد مصطفى الأندلسي، وهو بدوره أكد على كل ما سبق ذكره من الكلمات في حق المحتفى به، مركزا على تصوفه الشاذلي، وعمله الخيري، وإسهامه العلمي والفكري، وعلاقته بالأستاذ المؤرخ المرحوم محمد ابن عزوز حكيم رحمه الله، وعملهما على ملف إمارة المومنين.
تحدث أيضا، الأستاذ الدكتور عبد السلام الغنامي، (أستاذ بكلية الحقوق بالرباط، ومشرف على نادي ليالي الشروق بتطوان)، إذ اعتبر المحتفى به قامة مغربية في خدمة العلم والمعرفة والتاريخ، منوها بجهود أسرة آل بنونة في الدفاع عن المغرب ووحدته واستقلاله.
ثم قدم السيد عامل جلالة الملك على اقليم شفشاون هدية قيمة للأستاذ بنونة اعترافا بجهوده في خدمة الوطن المغربي، كما قدم هدية أخرى لرئيس الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية الشريف محمد بن علي الحسني تقديرا له على حرصه على هذا الملتقى المميز، وهدية ثالثة لممثل الجالية اليمنية بالمغرب الأستاذ لهيم الترك.
كما قدم السيد رئيس المجلس الإقليمي بشفشاون للمحتفى به هدية مميزة، والمجلس البلدي لشفشاون بدوره قدم له هدية وهي عبارة عن صورة لمدينة شفشاون.
تم منح المحتفى به الأستاذ أبو بكر بنونة درع جائزة التميز والإبداع، مقدمة من الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية بجدة بالمملكة العربية السعودية ومن مؤسسة آل البيت للشريف مولاي أحمد الريسوني، كما قدمت له الرابطة العالمية قلادة هاشم الكبير، وقدمت قلادة أخرى لعامل الإقليم الأستاذ إسماعيل أبو الحقوق، وأخرى قدمتها لبلدية شفشاون.
أما الزاوية الريسونية فقامت بمنح المحتفى به شهادة تقديرية عربونا على محبتها في أسرة آل بونة، وأيضا تم تقديم بحث دكتوراه للباحثة الدكتورة سارة الريسوني حول الزاوية الريسونية، كما منحت رئيس الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية هدية مميزة.
وفي الختام، وقع الأستاذ أبو بكر بنونة كتابه (ملف الصحراء) وقام بإهداء نسخة منه إلى عامل شفشاون وشخصيات أخرى.
ثم خرج المشاركون لحفل شاي وأخذ صور تذكارية بالمناسبة
أشغال الجلسة العلمية الأولى
وقبل البدء في أعمال الجلسة العلمية، تناولت الكلمة الأستاذة سعيدة ابن عياد، فاعلة جمعوية بمدينة شفشاون، حيث أعربت عن شكرها وتقديرها للجنة المنظمة لهذا النشاط، وقامت بالترحيب بضيوف المملكة العربية السعودية، مثمنة جهود الملك محمد السادس لخدمة المغرب والحفاظ على استقراره وأمنه.
كما تحدث باسم الشرفاء العلميين، رئيس جمعية سيدي أبي بكر العلمي، الأستاذ أحمد الوهابي، الذي أبدى سروره بهذا اللقاء العلمي المتميز، ودعا المشاركين في الملتقى إلى زيارة القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، زيارة الجد الجامع للأشراف العلميين سيدي أبي بكر، باقليم العرائش.
اشتملت الجلسة العلمية الأولى على خمس مداخلات علمية، كان أولها مداخلة رئيس الرابطة العلمية بجدة الدكتور محمد بن علي الحسني، إذ كانت مداخلته عبارة عن شريط وثائقي هام، قام بإعداده حول أخبار جهاد الشرفاء المغاربة من خلال جريدة القبلة الحجازية ما بين 1334-1343ه، حيث ركز على جهاد الشريف مولاي أحمد الريسوني زعيم المقاومة الجبلية في شمال المغرب من 1913 حتى 1924م.
أما المداخلة الثانية، فكانت للأستاذة الدكتورة زليخة بنرمضان، حول بيعة أهل تنبكتو للسلطان مولاي الحسن الأول، إذ بعد شكرها للجنة المنظمة، استعرضت وثيقة بيعة تنبكتو للسلطان مولاي الحسن الأول، حيث اشتغلت على دراستها وتحليلها.
المداخلة الثالثة ألقاها الشريف الشيخ محمد احمد آل خيرات، حيث تحدث عن (أدوار المغاربة المشرفة في نصرة آل البيت الشريف‎)، ضاربا الأمثلة الشاهدة على ذلك، وعلى رأسها استقبال المغاربة للمولى إدريس الأكبر حفيد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
المداخلة الرابعة، كانت عبارة عن بحث مشترك بين الأستاذ الدكتور السيد طاهر عقيل – مكة، وبين الأستاذة زهراء مماد – القنيطرة، حول (دور أمير المومنين في الاستقرار الأمني والسياسي بالمغرب)، حيث كانت المداخلة باللغة العربية والفرنسية.
المداخلة الخامسة، ألقاها السيد جيلان النهاري، بعنوان (الاستقرار السياسي في عهد الملك سيدي محمد السادس في عيون بعض الكتاب المحايدين وكبار الحكام والساسة في العالم)، حيث تحدث عن كتاب صدر في جنيف سنة 2015 بعنوان (محمد السادس ملك الاستقرار) لكاتبه الفرنسي جان كلود مارتينيز.
الجلسة العلمية الثانية، اشتملت على أربع مداخلات، أولها كانت للشريف عبدالله بن حسين القاضي الجوهري، بعنوان (العرش المغربي في الشعر المشرقي)، حيث جاءت هذه المداخلة نظرا للتواصل بين المشرق والمغرب وانتعاش الحركة الأدبية في مختلف العصور، من خلال رحلات الحج والتجارة وطلب العلم، وتطور هذا التلاقح في عصرنا الحالي لما تطورت الوسائل، وأشار ذات المتدخل إلى كبار الشعراء المشارقة الذين مدحوا العرش العلوي، مثل الأمير شكيب أرسلان، والكاتب اللبناني أمين الريحاني.
والمداخلة الثانية ألقاها الدكتور السيد محمد باجنيد باعلوي الحسيني بعنوان (محبة الله تعالى لأهل البيت الأطهار)، وهو موضوع قيم، وإن كان يخرج قليلا عن موضوع اللقاء، إلا أن له ارتباط من ناحية آل البيت.
المداخلة الثالثة، كانت بعنوان (إمارة المومنين بين التأصيل الشرعي وإقرار الدستور) للأستاذ أحمد الريسوني – باحث في التصوف، حيث أصل شرعيا لمفهوم إمارة المومنين، انطلاقا من جملة من الأحاديث الشريفة الواردة في فضل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من خلال مستجدات الدولة المعاصرة الحديثة، ونجاح المغرب في الموازنة ما بين الإمامة العظمى، وما تقتضيه الدولة الحديثة.
أما المداخلة الرابعة، فكانت بعنوان (انطباعاتي حول مدينة شفشاون المغربية) للأستاذ الشريف عبدالرحمن الأبلج الرسي، حيث شارك المتدخل في كل اللقاءات السنوية التي عُقدت في شفشاون، ونالت إعجابه بشدة، فكانت مداخلته القيمة حول أثر هذه المدينة في نفسه، وما تركته من أحاسيس مفعمة بالمحبة والراحة والطمئنينة، مذكرا بأهم معالم المدينة ونواحيها من قبيل مسجد طارق ابن زياد.
المداخلة الخامسة والأخيرة، ألقاها الأستاذ رشيد مصطفى الأندلسي، حول (مولاي الصادق الريسوني أحد أعلام المشيخة المنافحين عن إمارة المومنين قبل الحماية وبعدها) وكانت مسك الختام، حيث استعرض المتدخل حقائق تاريخية غائبة عن ميدان الباحثين، حيث كشف عن كناشة مخطوطة لصاحبها أحمد مصطفى، مقسمة إلى قسمين، القسم الأول حول اسم عائلته مصطفى الأندلسية، والقسم الثانيخصه بأخبار شيخه مولاي الصادق الريسوني، المولود في 1865م، والمتوفى في 1956م.
وفي الأخير، ختم اللقاء بالدعاء الصالح مع أمير المومنين سيدي محمد السادس نصره الله وعامة المسلمين، وتمت تلاوة البرقية الموجهة لأمير المومنين محمد السادس نصره الله بمنزل الزاوية الريسونية بشفشاون، بعد مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف الحاضرين والمشاركين، وقامت الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية بتوزيع بعض القلادات التكريمية لشخصيات حضرت الحفل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.