احتضنت قاعة المناظرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن طفيل، بمدينة القنيطرة، لقاء نظمه "ماستر النقد المعاصر" بعنوان "إرهاصات الأصيل لأدب الصحراء المغربية: رواية البئر نموذجا". وحضر اللقاء مؤلف الرواية محمد سالم الشرقاوي، وعدد من أساتذة الكلية وطلبة الماستر والدكتوراه، حيث تم تقديم قراءات في الرواية وإبراز أبعادها الفنية والسوسيولوجية والأدبية والسياسية من وجهة مقاربات متعددة، تتراوح بين القراءة المنهجية المعتمدة على تقنيات التحليل والنقد وبين القراءة الانطباعية الذاتية المتماهية مع فضاء الرواية المكاني والزمان، وشخوصها وأحداثها الاجتماعية والثقافية. وتم الاتفاق بين المتدخلين، من الأساتذة والطلبة، على أن أمارة البئر هي عمل إبداعي متميز، لكونه يشتغل على المجال الصحراوي أدبيا، وخصوصا روائيا؛ وهو أمر لازال محدودا ونادرا بالمقارنة مع التراكم المعرفي المتعلق بالاشتغال على المجتمع الصحراوي المغربي من النواحي السوسيولوجية والتاريخية والأنثروبولوجية. وفي كلمة بالمناسبة، أكد مؤلف الرواية أن عمله الإبداعي سرد مركب حاول من خلاله الإجابة عن أسئلة عديدة من خلال حركة أشخاص الرواية، التي أبرز أنه اشتغل فيها على الصحراء بروحها وأنساقها الاجتماعية والاقتصادية، باعتباره ولد فيها، ما جعله قريبا من معرفة تفاصيل العيش في الخيام وفي المراعي؛ وأشار في ختام مداخلته إلى أمله في انبثاق مسار بحثي جديد يتمحور حول الصحراء ويؤسس فرعا معرفيا جديدا في الأدب المغربي هو "أدب الصحراء"، الذي يساهم في تأكيد التنوع الثقافي الأدبي المغربي في إطار الوحدة، وينافح بأدوات أدبية عن العلاقات التاريخية لجنوب المغرب بشماله. يذكر أن الرواية صدرت عام 2016 عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر في الرباط، وتقع في 302 صفحة من القطع المتوسط، وهي عمل جديد ينضاف إلى أعمال أدبية قليلة جدا تتناول موضوع الفضاء الصحراوي، بخلاف معظم الروايات المغربية التي ترتبط بالفضاء الحضري. وتمثل الرواية الجزء الأول من ثنائية "السيرة والإخلاص" في انتظار صدور الجزء الثاني من هذا العمل بعنوان "قِدر الحساء". مؤلف الرواية يشغل حاليا منصب المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، وهو أستاذ مشارك بمختبر علوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، كما أنه إعلامي ومتخصص في سوسيولوجيا التواصل.