نظّم مجموعة من المغاربة، بالقرب من ولاية جهة الدار البيضاءسطات، غير بعيد عن القنصلية الفرنسية، وقفة احتجاجية على واقعة حرق العلم المغربي، على هامش المسيرة التي نظمت بباريس من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي "حراك الريف". ورفع المحتجون أمام ولاية جهة الدار البيضاء ب"ساحة الحمام"، زوال اليوم الثلاثاء، شعارات من قبيل "متقيش راية بلادي" منددة بخطوة حرق العلم المغربي، معتبرين ذلك استفزازا لجميع المغاربة. وحمّل المتظاهرون، وهم يلتحفون بالعلم المغربي ويحملون الرايات الوطنية وصور الملك محمد السادس، السلطات الفرنسية مسؤولية هذه الخطوة التي قامت بها إحدى المحتجات وسط باريس. وعلى غرار أعضاء مجلسي النواب، الذين رددوا النشيد الوطني المغربي، أمس الاثنين خلال الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة واليوم الثلاثاء خلال جلسة الأسئلة الأسبوعية، قام هؤلاء النشطاء المتظاهرون بترديد النشيد الوطني، في إشارة إلى أن المغاربة متشبثون بالثوابت الوطنية. وكانت واقعة إحراق العلم الوطني على يد بعض النشطاء المغاربة بالخارج أثارت استياء الرأي العام الوطني داخل المغرب وخارجه؛ وهو ما رد عليه المغاربة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ب"تدوينات" استنكارية بلهجة حازمة. وكتب صلاح الوديع، ناشط حقوقي، تعليقا على هذه الواقعة إن "الذين أحرقوا العلم المغربي، إن كانوا أجانب فقد أحرقوا قلوبنا معه، وإن كانوا مغاربة فقد أحرقوا جلودهم معه؛ لكن مهما يكن هؤلاء إياهم أن يعتقدوا أنهم أصابونا في مقتل على ضفاف السوشل ميديا سهلة التحدي وبخسة الثمن"، مضيفا: "لسنا ندعي أننا أصدق من أحب وطنه، لكن هذه البلاد تسكننا بلا استئذان منذ زمان". ونددت جل تعليقات النشطاء المغاربة على وسائط التواصل الاجتماعي بهذه الخطوة، معتبرة أن "العمل المشين لا يعبر عن وجهة نظر حراك الريف؛ ذلك أن هذا العمل صادر عن أقلية لا تأثير لها ولا قيمة لديها، ويعبر عن مراهقة سياسية ليس إلا"، مجمعة على أن "الوطن خط أحمر". وفي وقت سابق، ندد مجلس الجالية المغربية بالخارج بما اعتبره "عملا صبيانيا وجبانا، ومسا خطيرا بأحد رموز السيادة الوطنية، وخدشا لكرامة المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه"، إثر قيام بعض الأشخاص بحرق العلم الوطني في مظاهرة بالعاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الماضي.