لا تزال قضية حرق العلم الوطني في مظاهرة في باريس، نهاية الأسبوع الماضي، تثير الكثير من الجدل، وردود الأفعال، منها تعليق حزب العدالة والتنمية، الذي وصف السلوك ب”الأرعن”، وطالب بوضع مسافة بين النضال من أجل حق نشطاء “حراك الريف”، واستهداف رموز الوطن. وقال فرع حزب العدالة والتنمية في باريس، في بلاغ له، إنه تابع بألم شديد ما تضمنته فعاليات إحدى التظاهرات المنظمة في باريس، يوم السبت الماضي، من مس بالمشاعر والرموز الوطنية، عبر إحراق العلم الوطني، معبرا عن إدانته واستنكاره لهذا السلوك. واعتبر “بيجيدي” باريس، أن الطريق للدفاع عن الحقوق، ورفع الظلم لا يكون أبدا من خلال المس بالرموز، والثوابت الوطنية، بل على العكس من ذلك، قد يفضي إلى تشويه صورة أي نضال مشروع، وتثبيت الصور المغلوطة، التي قال إن الجميع يرفض إلصاقها بحراك الريف. وخرج نشطاء، مساء السبت الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس، في مسيرة حاشدة للمطالبة بإطلاق سراح نشطاء حراك الريف، المعتقلين، غير أن إقدام بعض المتظاهرين على حرق العلم المغربي فجر موجة غضب. وأثار حرق العلم المغربي موجة غضب كبيرة، فيما اعتبر البعض أن العملية "متعمدة للإساءة إلى ملف الريف والمعتقلين". وتعليقا على الواقعة، قال أحمد الزفزافي، والد القيادي في حراك الريف ناصر الزفزافي، في حديثه مع "اليوم 24″، إن مسيرة باريس كانت استثنائية، لأنها عرفت مشاركة كل المغاربة، وليس فقط أبناء الريف. وشدد الزفزافي، الأب، على أن الريف ليس انفصاليا، ولم يكن كذلك، بدليل الأمواج البشرية، التي خرجت للتضامن معه في العاصمة الرباط، والتي ضمت كل أطياف المغاربة، وقال: "يكفينا فخرا أننا استطعنا توحيد المغاربة". وعن متعمدي حرق العلم الوطني في مسيرة باريس، رد الزفزافي، الأب، بالقول: "الناس، الذين حرقوا يجب أن نعرف الدافع وراء إحراقهم للراية؟، ويجب أن نعرف من أين أتوا؟ وبعثوا من طرف من؟، وخصنا نعرفوا، الذين ظهروا بعد اعتقال النشطاء، من بعثهم وأدى لهم؟ ذاك الساعة سنصل إلى الحقيقة". وأعلن ناصر الزفزافي، القيادي في "حراك الريف"، المعتقل في سجن رأس الماء في فاس، والمحكوم بعشرين سنة سجنا نافذا، في مطلع شهر أكتوبر عن عودة احتجاجات "الحراك" في الذكرى الثالثة لمقتل سماك الحسيمة، محسن فكري، والتي صادفت 28 من شهر أكتوبر. ودعا الزفزافي، في رسالة، نقلها والده، إلى تنظيم مسيرة في 26 من شهر أكتوبر الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، معتبرا أن هذه المسيرة ستكون "تاريخية"، لتخليد استشهاد محسن فكري، وأولى لحظات بزوغ شرارة حراك الريف، موجها الدعوة إلى كافة النشطاء للمشاركة فيها، وقال: "نريد أن نصنع تاريخا آخر، خاليا من كل الصراعات الإديولوجية".