شهدت المسيرة الإحتجاجية المطالبة بإطلاق سراح النشطاء المعتقلين على خلفية « حراك الريف »، أمس السبت، بالعاصمة الفرنسية باريس، انزلاقات، بعدما أقدم بعض المتظاهرين على حرق، وتدنيس العلم الوطني المغربي. وقد تم تداول فيديو على موقع « فيسبوك » يظهر مجموعة من النشطاء تجمهروا بباريس وهم يطالبون بما أسموه « استقلال الريف »، قبل أن يقدموا على تدنيس العلم الوطني وحرقه. واستنكر رواد موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك »، تدنيس العلم الوطني. وفي هذا السياق قال يونس مسكين مدير نشر جريدة « أخبار اليوم » أن حرق العلم الوطني جريمة قانونية وحضارية وإساءة لا يمكن التسامح معها. مضيفا بأن « تقديم الفعل كمبرر لظلم عشرات الشبان إساءة أخرى للدولة. » ومن جهته قال المدون الفيسبوكي محمد قبوز أن « إحراق العلم الوطني عمل مشين، وهو بكل تأكيد لا يعبر عن حراك الريف، كما هو ليس من صميم مسيرة باريس. وأضاف قبوز في تدوينة فيسبوكية » « إذا كان هذا العمل الصادر عن أقلية لا تأثير لها، ولا قيمة لديها، فإنه من الضروري الحؤول دون استغلاله من لدن ذوي النيات السيئة لتوسيع الهوة بين الريف ونظام الحكم. » وتابع المتحدث ذاته مشيرا إلى أن « هذا العمل كما هو يعكس مراهقة نضالية، فإنه أيضا يكرس التشويش على قضية المعتقلين، ويزيد الخلط القائم، وهو لا يفيد في نهاية التحليل سوى في تعقيد الحل، وإطالة مظاهر الأزمة. » وأكد إبن مدينة الناظور « إننا نتبرأ من هذا العمل الأخرق، كما الأرعن لهدف وحيد هو أن التزامنا السامي بقضية المعتقلين ومبادئ حراك الريف، لا يجب أن يمسه عمل متهور ومحدود كهذا. » ويشار أن المسيرة التي انطلقت من « ساحة لاباستي » صوب « ساحة الجمهورية »، دعا لها ناصر الزفزافي في وقت سابق، وشارك فيها محتجون من مختلف الدول المجاورة لفرنسا، تتقدمها ألمانيا وهولندا وإسبانيا، ورفعت خلالها الأعلام الأمازيغية الريفية والكاتالانية، للضغط على الدولة المغربية للإفراج عن معتقلي حراك الريف. وأعلن ناصر الزفزافي، القيادي في « حراك الريف »، المعتقل في سجن رأس الماء في فاس، والمحكوم بعشرين سنة سجنا نافذا، في مطلع شهر أكتوبر عن عودة احتجاجات « الحراك » في الذكرى الثالثة لمقتل سماك الحسيمة، محسن فكري، والتي تصادف 28 من شهر أكتوبر. ودعا الزفزافي، في رسالة، نقلها والده، إلى تنظيم مسيرة في 26 من شهر أكتوبر الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، معتبرا أن هذه المسيرة ستكون « تاريخية »، لتخليد استشهاد محسن فكري، وأولى لحظات بزوغ شرارة حراك الريف، موجها الدعوة إلى كافة النشطاء للمشاركة في هذه المسيرة، وقال: « نريد أن نصنع تاريخا آخر، خاليا من كل الصراعات الإيديولوجية ».