ُُصُدم الرأي العام المغربي بمشاهد حرق العلم المغربي بالعاصمة الفرنسية باريس، من طرف مجموعة من الأشخاص، الذين كانوا يحملون أعلام “جمهورية عبد الكريم الخطابي بالريف”. وكشفت مصادر جد مطلعة ل”الأول”، أن “مجموعة مكونة من حوالي 200 شخص من ريفيي أوروبا، ينتمون لتيار “الجمهوريين” هم من أقدموا على إحراق العلم المغربي وسط باريس، في تظاهرة مستقلة عن المسيرة التي حضرها حوالي 7000 متظاهر، والتي دعا إليها ناصر الزفزافي من سجنه لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة محسن فكري”. ذات المصادر قالت، إن منظمي المسيرة بباريس تبرؤوا من هذا السلوك معتبرين أنه “صبياني” و”غير مسؤول” و”لا علاقة له بقضية إطلاق المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي بالريف”. وتوصل “الأول” بفيديو تظهر فيه سيدة تتقدم وسط جمع من المتظاهرين يتلحفون الأعلام الأمازيغية و”الجمهورية” لتقوم بحرق العلم المغربي، الذي كان موضوعاً على الأرض وسط الجمع بعد أن تناوب على “الدوس” عليه هؤلاء الأشخاص، في مشهد غير مقبول. وخرج محمد أحمجيق شقيق المعتقل نبيل أحمجيق الرجل الثاني في “حراك الريف” بعد ناصر الزفزافي والمحكوم عليه ب20 سنة سجناً نافذاً، (خرج) بتدوينة يتبرأ فيها مما حدث، قائلاً ” إن من أقدموا على حرق العلم بباريس يوم أمس هم فئة عاقة خارجة عن الإجماع الحراكي، ولا صلة لهم لا بالحراك الشعبي ولا بمطالبه العادلة ولا حتى بمعتقليه الأبرياء لا من قريب ولا من بعيد”. من جهة أخرى ندد مجلس الجالية المغربية بالخارج، في بلاغ له “بقيام بعض الأشخاص بحرق العلم الوطني في مظاهرة بالعاصمة الفرنسية باريس أمس السبت”، معتبرا “هذا العمل الصبياني الجبان مسا خطيرا بأحد رموز السيادة الوطنية وخدشا لكرامة المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه”. وجاء في بلاغ للمجلس، أن أمينه العام عبد الله بوصوف، إذ يؤكد “على أن تدنيس العلم الوطني هو عمل إجرامي لا علاقة له بحرية التعبير عن الرأي، فإنه يشدد على أن هذا السلوك الهمجي يسيء لأجيال من المغاربة والمغربيات من شمال المغرب إلى جنوبه الذين قدموا تضحيات جسام من أجل استقلال المغرب ووحدة أراضيه ونمائه وتقدمه”. وذكر المجلس “بما قدمته، وما تزال، مختلف أجيال المهاجرين المغاربة في سبيل الدفاع عن وطنها الأم المغرب، والتشبث القوي بمقدساته وحرصها على تربية أبنائها على هويته المتعددة المنفتحة والمتسامحة، وتنشئتهم على تمثيله أحسن تمثيل”. وخلص المصدر ذاته إلى أن “مثل هذه الأساليب المستفزة لن تستطيع المس باللحمة الوطنية والعلاقة الوجدانية التي تربط مغاربة العالم بوطنهم الأم ملكا وشعبا، والتي ما فتؤوا يعبرون عنه في كل مناسبة”.