تسببت أزمة حافلات النقل الحضري التي تعيشها العاصمة الاقتصادية منذ أسابيع في انتعاش حركة التنقل عبر سيارات الأجرة بصنفيها الصغير والكبير، حيث باتت الملاذ الوحيد للبيضاويين بعد خطوط الترامواي للوصول إلى وجهاتهم. ففي ظل العدد القليل لحافلات النقل الحضري، التي باتت في وضع لا تحسد عليه، وجد العديد من البيضاويين، منذ الأسابيع الماضية، أنفسهم مضطرين للبحث عن سيارات الأجرة، خصوصا في الأحياء التي لا تتواجد بها خطوط الترامواي. وبحسب عدد من سائقي سيارات الأجرة، فقد انتعشت حركتهم خلال هذه الأيام بسبب قلة الحافلات في عدد من الخطوط، خصوصا المتجهة صوب مركز المدينة، ما دفع العديد من المواطنين إلى التهافت على سيارات الأجرة ضمانا للوصول في الموعد المحدد إلى وجهاتهم، وكذا ضمانا لسلامتهم، لا سيما وأن هذه الحافلات باتت تشكل خطرا على الزبائن بسبب حالتها المتردية. وأكد سائقون تحدثوا إلى جريدة هسبريس الإلكترونية أن حركتهم انتعشت بشكل جيد في الأيام الماضية، منذ إعلان نهاية تدبير شركة "مدينة بيس" للنقل بالدار البيضاء، ودخول الفاعل الجديد شركة "ألزا"، مؤكدين أن الطلب عليهم سيزداد بسبب عدم توفير حافلات جديدة إلا بعد سنة من الآن كما أعلن عن ذلك مسؤولو العاصمة الاقتصادية. من جهتهم، أكد مواطنون أنهم لم يجدوا بديلا عن استعمال سيارات الأجرة، وذلك بعد انخفاض عدد الحافلات في الكثير من الخطوط، ناهيك عن حالتها الميكانيكية المهترئة. وما يزال قطاع النقل الحضري بالدار البيضاء يعرف أزمة خانقة بعد الاستغناء عن خدمات شركة "مدينة بيس" وتعويضها بشركة "ألزا"، التي ستشرع رسميا في العمل بالمدينة في فاتح نونبر المقبل، غير أنها ستضطر لاستخدام الحافلات المهترئة ل"مدينة بيس" بالنظر إلى التأخر في إطلاق طلب عروض اقتناء 700 حافلة، ما يعني أنها لن توفر حافلات جديدة إلا في غضون نونبر من عام 2020. ويبدو أن وضع القطاع بالعاصمة الاقتصادية للمملكة سيزداد تفاقما، وهو ما تبين من خلال الحريق المهول الذي شب قبل أيام في مجموعة من الحافلات، لحسن الحظ لم يخلف خسائر بشرية. وكانت مؤسسة التعاون المكلفة بتدبير قطاع النقل قد صادقت على النقط المبرمجة بجدول أعمال دورتها، بهدف ضمان استمرارية المرفق العمومي في إطار المرحلة الانتقالية التي يعيشها القطاع بالدار البيضاء والجماعات المجاورة. وبالرغم من المصادقة على هذه النقط، واختيار شركة "ألزا" كمتعهد جديد لتدبير "الطوبيسات" بعد مغادرة شركة "مدينة بيس"، فإن معاناة البيضاويين ستستمر إلى غاية نونبر 2020 بالنظر إلى الإجراءات المتعلقة باقتناء الحافلات الجديدة.