في الوقت الذي شرعت فيه العاصمة الرباط في استعمال التذكرة المزدوجة التي تؤمن النقل بين "الترامواي" وخطوط الحافلات، عاد هذا الملف ليفتح من جديد في العاصمة الاقتصادية، باعتبارها قد تحدثت عن هذا المشروع منذ إطلاق الخط الأول ل"الترامواي" سنة 2012. وبدأ العديد من البيضاويين مستعملي وسيلتي "الترامواي" والحافلات يطالبون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالجمع بينهما عبر تفعيل نظام جديد للتذاكر، على غرار تجربة الرباط، يسمح لهم بالتنقل في تنسيق تام بين الشركتين المشرفتين على النقل بالدار البيضاء. واستغرب بيضاويون من أن المجلس الجماعي، عبر مسؤوليه، طالما تحدثوا عن إحداث هذه التذكرة المشتركة؛ بيد أنه مرت سنوات على ذلك، دون أن يفلح المشرفون على قطاع النقل في إخراج هذه التذكرة إلى حيّز الوجود، لوقف معاناة الزبناء. وبينما أكد أعضاء المكتب المسير للمجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية، في وقت سابق، أنه سيتم الشروع في العمل بهذه التذكرة مع نهاية العقد مع شركة "مدينة بيس"، فإن المواطنين بالعاصمة الاقتصادية ينتظرون تفعيل ذلك، لا سيما أن العقد مع الشركة المذكورة قد انتهى وشرعت شركة "ألزا" في توفير خدمة التنقل لفائدة البيضاويين منذ فاتح نونبر الجاري بشكل رسمي. وحسب تصريحات سابقة لأعضاء المجلس الجماعي، فإن خطوة الجمع بين تذكرة "الترامواي" والحافلات من شأنها أن تخفف من أزمة التنقل، خصوصا أنها ستدفع البيضاويين إلى استعمال النقل الحضري بدل سياراتهم تفاديا للازدحام. وكان المشروع المذكور قد توقف خروجه إلى حيّز الوجود منذ سنوات، بالنظر إلى مجموعة من الإشكالات التي ظهرت؛ وعلى رأسها تحديد سعر الرحلة وتوزيع العائدات بين شركة "كازا ترامواي" والشركة المفوض لها تدبير قطاع النقل بواسطة الحافلات. وكانت العاصمة الرباط قد شهدت، بدءا من السبت الماضي، شروع شركة "الترامواي" الرباط وسلا وحافلات "ألزا سيتي بيس" للنقل الحضري في العمل بتذكرة تمكن صاحبها من التنقل عبر الوسيلتين معاً، وهي تجربة أولى من نوعها في المغرب. وحددت شركة "الترامواي" الرباط وسلا، في بلاغ لها، ثمن العرض الجديد لخدمة النقل متعدد الوسائط "ترام بيس" في حدود 8 دراهم للتذكرة، مشيرة إلى أن هذه الخدمة تأتي في إطار "تعزيز ثقافة جديدة للتنقل الحضري وتشجيع التدابير العملية والنفعية، التي تسعى إلى تحسين جودة حياة المواطنين وتسهيل معيشهم اليومي".