قرر معارضو الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد الحكيم بنشماش، الذين باتوا يعرفون ب"تيار المستقبل"، عقد مؤتمرهم نهاية شهر دجنبر المقبل وفي أقصى تقدير بداية شهر يناير من سنة 2020، وذلك بعدما كان متوقعا عقده نهاية الشهر الجاري ببوزنيقة. وأكدت مصادر من داخل الحزب لجريدة هسبريس الإلكترونية أن أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع، الذين عقدوا لقاء داخليا اليوم في الدارالبيضاء، أجمعوا في مداخلاتهم على عقده في نهاية دجنبر المقبل، وذلك لمنح مهلة من أجل إبرام مصالحة شاملة بين جميع "الباميين". وبحسب عضو من المكتب السياسي، فقد تقرر تفويض لجنة رباعية تضم في عضويتها فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، وممثلين عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، من أجل تحديد الموعد الخاص بعقده، شريطة عدم تجاوزه بداية شهر يناير المقبل. وأوردت مصادر هسبريس أن لقاء اليوم عرف حضور ثلاثة عشر عضوا من المكتب السياسي والمنسقين الجهويين، وتم الاتفاق خلاله على ضرورة المصالحة وترك الباب مفتوحا في وجه الجميع للالتحاق في أي وقت، وذلك من أجل الذهاب إلى المؤتمر الوطني الرابع بشكل موحد. وأوضحت مصادرنا أن مختلف المداخلات التي ألقيت في اللقاء شددت على ضرورة فتح الباب لكل من يريد المصالحة وتوحيد صفوف "البام" من أجل الذهاب إلى مؤتمر رابع موحد، وهو ما عبر عنه رئيس اللجنة التحضيرية، سمير كودار، في تصريح لهسبريس بقوله: "يدنا ما زالت مدونة للإخوان من أجل الذهاب إلى المؤتمر الوطني الرابع بشكل موحد". وخيم النقاش في اللقاء على وحدة الحزب. وفي هذا السياق، قال عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي، في تصريح لهسبريس، "لقد تحملنا المسؤولية في اتخاذ قرار المصالحة من أجل الحفاظ على وحدة الحزب، بينما الطرف الآخر أصدر بلاغه الشهير الذي لم يعبر فيه عن أي شعور بالرغبة نحو الوحدة". وأضاف وهبي: "نحن ننتظر الجميع ليلتحق بِنَا، فنحن لا نحاسب أحدا على الماضي ولا على ما وقع، وسيجد جميع الباميين مكانهم للعمل داخل اللجنة للتهييء للمؤتمر"، مشيرا إلى كون "جميع أعضاء الحزب، سواء المتواجدين معنا أو في الفضة الأخرى، لهم شعور بالمسؤولية وبأنهم يساهمون في البام، والاختلاف يمكن تجاوزه، ولهذا لنا شعور بأننا سنذهب إلى المؤتمر جميعا موحدين"، معربا عن أمله في أن يعود الأمين العام إلى جادة الصواب. ووجه العديد من الأعضاء البارزين في الحزب، الذين كانوا منتشين بهذا اللقاء وباستعدادهم للمؤتمر، انتقادات إلى الأمين العام بنشماش، معتبرين أنه المسؤول عن الوضع الذي يعرفه "الجرار"، مشيرين إلى أن البلاغ الصادر عنه قبل أيام هو تعبير عن "رفضه الصلح، وخطوة نحو تشتيت الحزب وليس وحدته كما يدعي". ودعت مداخلات بعض الأعضاء إلى ضرورة العمل على إرجاع الثقة للمواطنين في العمل السياسي وفي حزب الأصالة والمعاصرة، حيث أكد عضو المكتب السياسي صلاح الدين أبو الغالي أن "البام لم يستطع تحقيق ما وعد به المغاربة، رغم كونهم مازالوا يراهنون على حزبنا". ودعا أبو الغالي، الذي أكد بدوره ضرورة الذهاب إلى المؤتمر بشكل موحد، إلى "ضرورة تجاوز الحسابات الضيقة، فالحزب يجب أن يكون بديلا، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه، سيتم تقديم هدية على طبق من ذهب إلى حزب العدالة والتنمية". وعلمت هسبريس أن فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أكدت لبعض الأعضاء أنها ستخوض محاولة أخرى مع الأمين العام، عبد الحكيم بنشماش، من أجل إقناعه بالمصالحة والحفاظ على وحدة الحزب.