تحيي كل من جمعية محاربة السيدا، والجمعية الوطنية لتقليص مخاطر المخدرات، وجمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات، "اليوم العالمي للوقاية من الجرعة الزائدة"، وذلك في إطار "الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات المدنية الموضوعاتية العاملة من أجل تقليص مخاطر الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة وفيروس التهاب الكبد "س" (RDR) لدى الأشخاص مستعملي المخدرات، بشراكة مع وزارة الصحة، وضمن أنشطة المرافعة بحقوق هذه الشريحة، ومن أجل مناهضة الوصم والتمييز الذي يطالهم". وأضحت الجمعيات المذكورة، في بلاغ توصلت به هسبريس، أن "النشاط يندرج ضمن أنشطة وطنية ودولية تهدف أساسا لتغيير سياسات المخدرات الزجرية التي تضر بصحة مستعملي المخدرات، وتبني مقاربة صحية مندمجة مبنية على احترام حقوق الإنسان في شموليتها، بما في ذلك حملات: ندعم ولا نعاقب". وجاء ضمن البلاغ ذاته أن الجمعيات الثلاث "تخلد اليوم العالمي للتعبئة والتوعية بخطورة الجرعات الزائدة والحد من عدد الوفيات الناجمة عنها، الذي يمكن تجنبه باعتماد السياسات التي ترمي إلى مجابهة الوصم والتمييز الذي يطال الأشخاص مستعملي المخدرات الذين يعتبرهم المجتمع جانحين دون النظر إلى حاجتهم إلى التكفل الصحي والاجتماعي الذي هم في أمس الحاجة إليه". وبهذه المناسبة، يضيف البلاغ، فإن "جمعياتنا تدق ناقوس الخطر، وتسجل بأسف شديد عدم وجود إحصائيات عن عدد الوفيات بسبب الجرعة الزائدة في المغرب، في حين إن المعطيات الميدانية تشير إلى أن عدد حالات الجرعة الزائدة لا يستهان به في المناطق الشمالية". وسجل البلاغ أنه "بعد إطلاق مديرية الأوبئة والأمراض المعدية، التابعة لوزارة الصحة، لاستشارة دولية بشراكة مع كافة المتدخلين في الموضوع في 30 نوفمبر 2017، تم تزويد بعض مدن الشمال بالدواء المخصص لإنقاذ حياة ضحايا الجرعة الزائدة؛ إلا أن الفرق العاملة في الميدان تشتكي من طريقة تمكين مراكز تقليص المخاطر من هذا الدواء؛ حيث تم وضعه في مقر مندوبيات وزارة الصحة في العديد من مدن الشمال. هذا علما أن إنقاذ ضحايا الجرعة الزائدة يستلزم إعطاء هذا الدواء بطريقة استعجالية في عين المكان". وقالت المكاتب الوطنية للجمعيات ذاتها في بلاغها: "ونحن نحيي هذا اليوم، فإننا نطالب بعقلنة التعاطي مع هذا الموضوع، وذلك بإعمال التوصيات المعتمدة التي أسفرت عنها الاستشارة الدولية سابقة الذكر، ففي هذا السياق، نحن جمعيات المجتمع المدني العاملة من أجل تقليص مخاطر الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة وفيروس التهاب الكبد "س" (RDR) لدى الأشخاص مستعملي المخدرات، نطالب باعتماد آليات توفير المعلومات عن أسباب وفاة الأشخاص الذين يستعملون المخدرات". وطالبت الجمعيات ذاتها ب"تكوين وتحسيس جميع المتدخلين، سواء كانوا من مهنيي الصحة أو المتدخلين المجتمعاتيين حول التشخيص والوقاية والتكفل من الجرعة الزائدة"، و"مراجعة طرق التوزيع والوصول إلى دواء نالكسون «Naloxone» ببلادنا الذي يبقى العلاج الوحيد الذي يمكن من إنقاذ حياة المهددين بالجرعة الزائدة".