انتشر العشرات من أفراد القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة، مدعومين بمتطوعين من الساكنة المحلية، للمشاركة في إخماد حرائق مستعرة اندلعت، بشكل مفاجئ، أمس الخميس، بغابة بويبلان بإقليم تازة، وسط تخوف من حدوث كارثة بيئية، خصوصا بعد أن دمر حريق آخر، شب قبل أيام قليلة، عشرات الهكتارات من غابة مغراوة المجاورة. ووفق ما نقله لهسبريس متطوعون شاركوا في عملية الإخماد، فإن هذا الحريق شب بشكل متسلسل في أربع بؤر مختلفة بالمقطع الغابوي المعروف ب"جوال احومشن"، قبل أن يتم التصدي لبؤرة الحريق، التي اندلعت قرب دوار آيت خيار، من طرف ساكنة آيت عبد العزيز وآيت خيار وعناصر تابعة للمياه والغابات. وفي ظل تفضيل مسؤولي المياه والغابات الصمت المطبق، ورفضهم الحديث لهسبريس عن هذا الحريق، أكد شهود عيان من مكان الحريق للجريدة أن ألسنة اللهب امتدت بسرعة داخل غابة بويبلان، مبرزة أن صعوبة تضاريس المنطقة ووعورة الطريق ساهمتا في تأخير وصول المتدخلين في عملية الإطفاء. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ارتفاع درجة الحرارة وكثافة غابة بويبلان ساهما في تأجج ألسنة اللهب وانتشاره بسرعة على مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي، مؤكدة أن هذه الحرائق ما زالت تضيء ليل المنطقة، رغم انحسارها بشكل كبير بفضل تدخل طائرات الإطفاء التي توقفت ليلا عن التحليق. وقد أدت هذه الحرائق، حتى الآن، إلى تدمير مساحات شاسعة من أشجار الأرز و"التايدا" والبلوط. كما قد تكون ألحقت، وفق مصادر هسبريس، ضررا كبيرا بالوحيش المتنوع الذي تزخر به هذه الغابة الممتدة على مساحة شاسعة بجبال جماعة بويبلان، مشيرة إلى أن ظهور بؤر جديدة لهذه الحرائق وحلول الليل قد يؤخران جهود القضاء عليها بشكل كلي إلى وقت لاحق.