الحرائق تلتهم المزيد من غابات إقليمتازة منذ مطلع فصل الصيف الجاري، آخرها حريق اندلع نهاية الأسبوع ما قبل الأخير، ولم يتم إخماده إلا عشية يوم الاثنين الماضي، وأتى على 60 هكتارا من الغطاء الغابوي الكثيف من أشجار العرعر والصنوبر الجبلي. المديرية الإقليمية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، قالت إن «حريقا اندلع بغابة تابعة لجماعة مغراوة بدائرة تاهلة، وأتى على مساحة إجمالية تقدر ب 60 هكتارا». الحريق الذي اندلع يوم الجمعة ما قبل الماضي بمنطقة تغازوت بالغابة المعروفة باسم يركين، تمت السيطرة عليه، حسب المديرية، «بفضل تدخل طائرات مكافحة الحرائق وتجهيزات أخرى تابعة للدرك الملكي، بالإضافة إلى تطوع عدد من سكان المنطقة». فرق التدخل الأرضي المكونة من عناصر مصالح المياه والغابات والقوات المساعدة والوقاية المدنية والساكنة ساهمت بشكل فعال في السيطرة على الحرائق التي تضررت منها مناطق غنية بأشجار الصنوبر والعرعار وأنواع أخرى. خمسة حرائق في ظرف أقل من شهر، تندلع بنفس المجال الغابوي التابع لجماعة مغراوة، تأتي في مجموعها على نحو 150 هكتارا من أشجار الصنوبر والعرعار. سلسلة الحرائق انطلقت منذ منتصف شهر يوليوز الماضي، عندما شب حريق بغابة بركين، وأتى على نحو 50 هكتارا من الغطاء النباتي، تمت السيطرة عليه بفضل استخدام طائرات تابعة للقوات الملكية الجوية والدرك الملكي وفرق للتدخل الأرضي، ومتطوعين من سكان المنطقة. وما كادت النيران تخمد بهذه الغابة، حتى اندلعت نيران أخرى بموقعين غابويين آخرين، بعد أقل من أسبوع من الحريق الأول، بمنحدرات جبل تاغزوت وجبل أفزو بنفس الغابة، أتيا على نحو 25 هكتارا من الغطاء النباتي الذي يشتمل على سهوب الحلفاء وبعض أشجار الصنوبر والعرعار الأحمر. المندوبية الجهوية للمياه والغابات، أكدت أنه تمت السيطرة على هذين الحريقين بشكل كامل، وذلك بفضل تعبئة كافة فرق التدخل رغم وعورة تضاريس المنطقة. وفي بداية شهر غشت الحالي، اندلع حريق رابع بغابة أعراش التابعة هي الأخرى لجماعة مغراوة، وأتى على نحو 30 هكتارا من الأشجار الغابوية الحديثة التشجير. أسباب اندلاع هذه الحرائق المتقاربة زمانيا ومكانيا مازالت مجهولة، لكن مصادر من الدرك رجحت «فرضية أن تكون العوامل الطبيعة المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة وراء اندلاع هذه الحرائق»، التي فُتح في شأنها تحقيق لتحديد ملابسات ما حصل. إقليمتازة يشهد سنويا ما معدله عشرة حرائق، تلتهم أكثر من 500 هكتار من الأشجار الغابوية التي يزخر بها الإقليم الذي يشكل امتدادا طبيعيا بين سلسلة جبال الأطلس المتوسط وجبال الريف. محمد الزوهري