اسمحوا لي على هذا التعبير، فأنا صريح معكم كعادتي وما دام هناك عيد عالمي لأختنا وأمّنا وزوجتنا المرأة، وكما أن لشقيقها الرجل عيدا، وكما لمحاربة السّرطان حفظكم الله عيد... أردت للفطر عالمية، لعلّها نشْوة احتفالي مع قومٍ بيضٍ وسودِ وعجَم؛ قاسموني الفرحة في غياب من أحبّ! إنني لا أثير الفتنة، ولا أشكّك في الدين؛ لكنني لن أقتنع أبدا بمنطق الفقيه المتخصّص الذي حاججته بضرورة وحدة العيد، ما دامت هناك كرة أرضية واحدة وهلال وربّ ونبيّ وقرآن وقبلة واحدة ... قال لي سامحه الله: كيف تريد لزفافك ثلاثة أيام بينما العيد توحّده ! لكنني وقفْتُ "وقفة عرفة" بفِكري متأمّلا في هذه الفوضى، وخلط زفافي الشخصي بأمور عقدية وقلت له: سامحني أنا غير متخصّص ! حقيقة ما أجمل أن تذوب الألوان والأجناس والأقوام في فرحة إنسانية عالمية؛ لكن سامحوني للمرة الرابعة، هذا لن يحدث ولن يتمّ إلا بذوبان الأدلجة وخروج السياسة من الدين كي تنقشع النّسخة الأصلية للإسلام الذي يقول: "وأنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة".. نعم هي أمة الأمازيغ والعرب ومن سالمهم، أمة لا شِيت فيها ولا قومجية ولا عنصرية.. وسيبقى الذين يجسّمون ويعبدون الهلال، أولئك الذين يتذرعون بالاختلاف ويتقنون سحْر البيان؛ الذين يكرّسون مفهوم الأمة في الأشكال ويجعلونها فقط "فكرة قابعة في الأذهان"، كما قال بلوشو. سامحوني لن أكثر عليكم في هذا العيد، إنما تذكّرت ونحن في المدرسة كنا ندرس "آصِرة العقيدة أقوى من آصرة القرابة"، وكانوا يضربون لنا المثل ب0بن نوح وزوجة لوط، جميل! لكن ها نحن كبِرنا وكبُر العيدُ معنا وفهِمنا أن ذلك تأسيس لنظرية ما مؤدّاها: النّبي فقط؛ وعليه نحن الآن سنقلب السّحر على الفقيه ونقول بكلّ مسؤولية: كفى لعِبا بالدين والعيد ! كيف لمدينتين حدوديتين مسلمتين أن ترى هلالكم في الوقت نفسه لكن تتّبع السياسة؛ أليست آصِرة العقيدة أقوى من آصرة السّيادة؟ حرّر عقلك