لا حل يبدو في الأفق بخصوص معضلة إضراب طلبة الطب في المغرب إلى حدود الساعة، بسبب تشبث وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بموقفها الرسمي، الذي يؤكد أن "بلاغ 17 أبريل" يتضمن التزامات واضحة لحل المشاكل المطروحة، بينما ينادي ممثلو الطلاب بالاستجابة للملف المطلبي في أسرع وقت، لأن شبح السنة البيضاء بات وشيكا في الأسابيع المقبلة. ووفقا لما كشفته مصادر هسبريس فإن التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان يُرتقب أن تعقد لقاء تواصليا مع الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العلي والبحث العلمي غدا الثلاثاء؛ وذلك بحضور ممثل عن وزارة الصحة وعمداء الكليات التسع للمملكة، بعدما تقدمت بمجموعة من الطلبات السابقة من أجل عقد هذه الجولة من الحوار. وأوضحت المصادر نفسها أن التنسيقية تستعد لعقد لقاء تواصلي، اليوم الإثنين، رفقة الفريق البرلماني لحزب الاستقلال، متبوعا بالفريق النيابي للتجمع الدستوري، في إطار مساندة الطلبة بخصوص الملف المطلبي.."لكن الأمر لا يتعلق بالوساطة مثلما يروج في مجموعة من الوسائط، وإنما هي نية فقط من البرلمانيين للدفاع عن مطالب الطلاب في قبة البرلمان، عبر الأسئلة الكتابية والشفهية". وسبق أن عقدت التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان لقاءات تواصلية مع عدة أحزاب سياسية أخرى، من بينها الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية وفريق الأصالة والمعاصرة. كما عرضت هيئة التدريس في الكليات وساطتها بين التنسيقية وكل من وزارتي الصحة والتعليم. في سياق متصل، علمت هسبريس أن بعض آباء وأولياء الطلبة قدموا ملتمسا للوزارة الوصية على القطاع من أجل حل الأزمة التي عمرت طويلا، في إطار تقديم الدعم والسند للتنسيقية، التي طالبت بعقد اجتماعات مع الهيئة الوزارة منذ ما يزيد عن 15 يوما. في هذا السياق قال أيوب أبو بيجي، المنسق الوطني لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الطلبة لا يريدون افتعال الأزمة"، وزاد موضحا: "نحن لا نريد سنة بيضاء ولا نخافها أيضا، لكن إن كانت هي الحل الوحيد لملفنا المطلبي فلا بأس"، مضيفا: "الرجوع إلى مقاعد الدراسة رهين بالاستجابة للنقاط الواردة في الملف المطلبي". جدير بالذكر أن الإضراب الوطني لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مستمر إلى حدود اليوم، ودام ما يقارب ثمانية أسابيع متوالية، إذ مازال الطلبة مستمرين في مقاطعة الامتحانات النظرية والتطبيقية، فضلا عن التهديد بمقاطعة امتحانات الأسدس الثاني من الموسم الجامعي الحالي بعموم كليات الطب وطب الأسنان، ما دفع "وزارة أمزازي" إلى دعوة الطلاب إلى استئناف الدراسة الأسبوع الماضي كحد أقصى، بغية "إتمام السنة الدراسية في أحسن الظروف".