أفاد شهود عيان بسبتةالمحتلة أن عناصر تدين بالولاء لجماعة تدعى "الجماعة الإسلامية الأحمدية" كثفت نشاطها الدعوي بوسط المدينة منذ بداية هذا الأسبوع، حيث عملت على توزيع منشوراتها على المارة بشكل انتقائي، متجاهلة غير المسلمين. المصادر ذاتها أكدت أن ثلاثة رجال، أحدهم يحمل ملامح مغربية، تمركزوا بوسط سبتة على مسافة متباعدة، يقصدون المحجبات، والرجال الذين يبدو عليهم التدين بدين الإسلام، حيث يسلمونهم منشورا من أربع صفحات حول جماعتهم، التي يبدو أن مقرها بمسجد يدعى "البشرات" بمدينة قرطبة الإسبانية. ويرجع أول ظهور لهذه الجماعة إلى القرن التاسع عشر، على يد مؤسسها ميرزا غلام أحمد، بقرية قاديان الواقعة بمنطقة البنجاب بالهند، حيث زعم أنه "المسيح الموعود والمهدي المنتظر"، وهي تعد أسرع جماعة دينية معاصرة من حيث التوسع، حيث أصبح لها أتباع في العديد من البلدان العربية والغربية. وترى "الجماعة الإسلامية الأحمدية" نفسها مجددة في مجال إحياء الدين الإسلامي ونشره بطرق سلمية، ويعد أتباعها أنفسهم مسلمين، يؤمنون بأركان الإسلام جميعها، وبالقرآن، لكنهم يعتقدون بأن ميرزا غلام أحمد مبعوث من الله، كعيسى عليه السلام، ليضع حدا للحروب الدينية، ويوقف سفك الدماء، ويؤسس للأخلاق والعدالة والسلام في العالم. كما يعتقدون بأن شيخهم مؤسس الجماعة، الذي توفي سنة 1908، أول خليفة في العصر الحالي، وأنه سيخلص الإسلام من الأفكار والممارسات المتعصبة، ليعيده إلى شكله الحقيقي كما كان في عهد خاتم النبيئين. كما يعتقدون ب"عودة نظام الخلافة بين المسلمين في الزمن الأخير مرة أخرى"، ويزعمون أنها بشارة قرآنية، وأنها "متحققة في الجماعة الإسلامية الأحمدية دون سائر المذاهب والفِرق الإسلامية". وكان علماء المسلمين في البلدان العربية والقارة الهندية قد اتفقوا على تكفير أفكار هذه الجماعة، وعلى رأسهم ممثلو المنظمات الإسلامية، الذين حضروا مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي انعقد بمكة عام 1974، وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، والمجمع الفقهي التابع للرابطة، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.