أثار غياب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعدد مهم من نواب حزبه، عن افتتاح الدورة البرلمانية الاستثنائية يوم أمس الإثنين الكثير من الجدل. وقُبيل الشروع في دراسة مشاريع القوانين التي ستصادق عليها الدورة، أثار نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي المعارض، وعبد اللطيف وهبي، عن فريق الأصالة والمعاصرة، هذا الموضوع، وانتقدا بشدة سعد الدين العثماني. وقال مضيان إن النواب والنائبات استجابوا لطلب رئيس الحكومة بعقد دورة استثنائية، لكن الجهة التي أصدرت مرسوم الدورة غابت عن الموعد. وأضاف مضيان قائلاً: "الجهة التي أصدرت مرسوم الدورة الاستثنائية للبرلمان لم تستطع أن تُعبئ المكونات الحكومية، وهذه دورة كان من المفروض أن يحضرها رئيس الحكومة، للأسف حضر وزير واحد". ووصف مضيان غياب رئيس الحكومة ووزرائه عن افتتاح الدورة البرلمانية ب"الاستخفاف"، وزاد قائلاً: "هذا عيب وعار، هؤلاء نواب ونائبات الشعب حاضرون من كل الجهات والحكومة حاضرة بوزير يتيم". واتهم البرلماني عن حزب الاستقلال حكومة العثماني ب"التقليل من نواب الشعب"، مشيراً إلى أن الحكومة "لم تستطع أن تعبئ مكوناتها، فما بالك بتعبئة الشعب"، حسب تعبيره. من جهته، أثار عبد اللطيف وهبي، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، غياب الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان في افتتاح هذه الدورة الاستثنائية. وقال وهبي: "ألاَّ تحضر الحكومة في محطات أخرى، يمكن قبوله، لكن هنا يتعلق الأمر بمرسوم دعتنا من خلاله الحكومة إلى دورة استثنائية، وغياب الداعي بمثابة نكران سياسي للمؤسسة التشريعية". وذهب وهبي إلى اتهام الحكومة ب"احتقار وازدراء البرلمان دائماً"، وأضاف أن "الحكومة لجأت إلى الدورة الاستثنائية للتحكم في مسار المؤسسة التشريعية، ولذلك سنطلب نحن أيضاً دورة استثنائية وْمنْحضّْروش الحكومة". وغياب العثماني وعدد كبير من برلمانيي حزبه مرده إلى اجتماع عاجل عقده أمس بعد تصريحات مفاجئة صدرت عن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، يدعو فيها إلى عدم التصويت للقانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين بسبب جدل لغات تدريس المواد العلمية. كما دعا بنكيران في هذه التصريحات، التي بثها على صفحته ب "فيسبوك"، سعد الدين العثماني إلى مغادرة الحكومة بسبب ما اعتبره تراجعات صدرت عن الحزب الإسلامي بخصوص مكانة اللغة العربية في منظومة التربية والتعليم. هذه التصريحات خلقت جدلاً كبيراً وسط الحزب القائد للائتلاف الحكومي، وهو ما دعا العثماني إلى الاجتماع بأعضاء فريقه البرلماني لضمان تصويتهم الإيجابي على القانون الإطار، خصوصاً أن نسبة كبيرة من برلمانييه ما يزالون يعتبرون عبد الإله بنكيران "زعيماً ومُوجهاً".