قال بنعلي الكاسمي، أستاذ جامعي بشعبة الجغرافيا بالكلية متعددة التخصصات بمدينة خريبكة، إنه "ليس هناك أي دليل علمي قاطع على وجود ثقب في الأوزون؛ فيما تحاول العولمة، في صراعها مع البيئة، فرضَ بعض الأساليب على العالم بطريقة تعود على دولٍ بنتائج إيجابية، مقابل تسجيل نتائج سلبية بدول أخرى". وأضاف المتحدث ذاته، خلال إلقائه محاضرة حول "المسألة البيئية"، أن "صراعا ظهر بين فريق يؤكّد وجود ثقب الأوزون وبين فريق آخر يعتبر الموضوع كذبة كبرى"، مشدّدا على أن "التغيرات المناخية تتطلب الرجوع إلى الوراء ودراسة الأزمنة والحقب الجيولوجية الطويلة والترسّبات، وتعاقب الفترات الجافة والرطبة عبر العصور، وأزمنة التربة والغطاء النباتي وغيرها، عوض ربطها بانبعاث الغازات فقط". وأكّد الكاسمي، في المحاضرة المنظمة عشية اليوم من لدن جمعية "مركز الدراسات والأبحاث في التنمية المجالية بالكلية متعددة التخصصات بخريبكة"، أن "مخلفات التصنيع، خاصة على مستوى انبعاث الغازات، لها تأثير على البيئة؛ لكن إذا رأيناها على مستوى الكون فلن تمثل شيئا، وبالتالي عوض الحديث عن خفض انبعاث الغازات السامة ينبغي ربط هذه القضايا بالصراع القائم بين الأقطاب الصناعية الكبرى حول الطاقة، خاصة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين". وأوضح الأستاذ الجامعي، بحضور بعض أساتذة الكلية ومجموعة من الطلبة الجامعيين وثلّة من الفعاليات المهتمة بالمجال الجغرافي عموما والبيئي بشكل خاص، أن "الدراسات العلمية والإيكولوجية طرحت مجموعة من التساؤلات حول البيئة؛ لكن دخول السياسيين على الخط حوّل تلك القضايا من بعدها العلمي إلى الاستغلال السياسي إلى أن أصبح النقاش حول البيئة كبيرا جدا، في حين نرى ممارسات على أرض الواقع لا علاقة لها بالبيئة". وجاءت محاضرة بنعلي الكاسمي بعد كلمة افتتاحية قدّمها عبد الحق الهاشمي باسم جمعية "مركز الدراسات والأبحاث في التنمية المجالية"، أشار من خلالها إلى أن "محاضرة اليوم تمثل أول نشاط للجمعية الحديثة التأسيس، وتم اختيار موضوع البيئة نظرا لأهميته وانعكاسه على مختلف مناحي الحياة"، مضيفا أن "مجموعة من الدول تعمل جاهدة على استحضار البعد البيئي في مخططاتها التنموية، فيما لا يزال حضور الجانب البيئي محتشما في مخططات دول عديدة". وفتح المشاركون في النشاط نقاشا حول مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالبيئة؛ من ضمنها "مظاهر استغلال الثروات الطبيعية بالمغرب"، و"الاحتباس الحراري"، و"التلوث والمشاكل البيئية بالمغرب"، و"سبل الحد من المخاطر البيئية"، و"التوازن بين ما تنتجه الطبيعة وما يستهلكه الإنسان"، و"أهمية اعتماد التربية البيئية في مختلف أسلاك التعليم".