اتهم لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، شركات توزيع المحروقات بالحصول على أرباح من جيوب المواطنين بسبب غياب تسقيف الأسعار. وقال الداودي، في لقاء مفتوح نظمته الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بسلا، حول "تسقيف أسعار المحروقات"، مساء الجمعة، إن "الشركات دارو ما بغاو في ظل غياب مجلس المنافسة، والربح أخذوه من جيوب المواطنين، والآن سنحدد هامش ربح الشركات عبر التسقيف، أما الأسعار فتتحكم بها السوق الدولية". وأكد الداودي أن الاستقرار في البلاد رهين بالتشطيب على الفقر "ولدينا موارد لذلك، فالبوطة التي تستهلك 12 مليار درهم، يمكن أن تضمن العيش للعائلات"، مضيفا "نهار تنبغيو نتكلمو، الغلاض تايقولو لينا عندك الفقراء، هؤلاء يجب أن نزيل لهم ذلك، ونمنحه للطبقة المتوسطة". وأشار الداودي إلى أن الحكومة تتجه نحو دعم الطاقة الشمسية لتفادي استعمال قنينات الغاز في الفلاحة، وكذا من طرف مربي الدواجن، مؤكدا أن الفقراء لا يستهلكونها بشكل كبير مقارنة ببعض الأغنياء الذين يستعملون مائة قنينة غاز في اليوم. وخصص الداودي جزءا كبيرا من كلمته لمهاجمة خصوم حزب العدالة والتنمية، خاصة حليفه بالحكومة حزب التجمع الوطني للأحرار، دون ذكره بالاسم، حيث قال إن "ثقة المواطنين في العدالة والتنمية تخيف الآخرين، وإن كنا لا نشتغل فلم الخوف منا"، مضيفا "اُنظروا إلى الأحزاب الأخرى، وحاولوا أن تحددوا اسم زعيم حزب وخمسة قياديين معه، ستجدون صعوبة في ذلك، فالحزب ليس حزب زعيم، وإنما حزب مناضلين، ونحن لنا مناضلون متشبعون ولهم عقيدة". وتابع عضو الأمانة العامة لحزب "البيجيدي" قائلا: "يقولون إنهم يريدون منافسة العدالة والتنمية. نحن نريد أحزابا قوية، وليس فقط الزعماء، فماذا يمكن أن تقدم هذه الزعامات التي لا تتوفر على قواعد؟ من الصعب أن تقوم بالإصلاح، ويصعب عليها منافستنا". ودعا الداودي أعضاء الحزب إلى استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة خصومهم السياسيين، الذين اتهمهم بشراء ذمم المجلات والمواقع الإلكترونية، قائلا: "نوضو تخدمو، هذا وقت المعارك، الآخرون شارين كلشي، ولكن المغاربة واعون وهم يعرفون شكون اللي مع المواطن"، قبل أن يضيف "اليوم لا مقارنة بالعدالة والتنمية، ولا يخدعكم خطاب الآخر". وأشار الداودي إلى أن حزبه حين تقلد المسؤولية الحكومية سنة 2011 وجد "مشاكل متراكمة"، مضيفا أن "المواطنين صوتوا علينا لحل المشاكل، والغلاض تايغوتو أكثر من الفقراء: دير الإصلاح وفوتني أنا، كيف دير حتى تسير البلاد؟". وتابع قائلا: "لو لم تكن الديون التي وجدناها أمامنا، كنا سنتقدم كثيرا، لكن المغرب يحظى اليوم بثقة المؤسسات الدولية". وأوضح الداودي أن "الشرعية التي نتوفر عليها هي التي سمحت بإنجاز الإصلاحات التي لم يستطع أحد القيام بها، والعدالة والتنمية أدى ثمن الإصلاحات، ونحن مستعدون لذلك من أجل البلاد"، مضيفا "كان من السهل أن نقصد البنك الدولي ونغرق البلاد، لكن المغاربة صوتوا علينا من أجل الإصلاح". وقال الوزير المنتدب: "حنا زيرنا الصمطة، وخدامين من أجل حل المشاكل، والبلاد مستقرة، وهي نموذج يضرب بها المثل مقارنة بالدول الأخرى"، لكن الإشكال هو أن "ما يريده المواطن وطموحاته فاقت قدرات المغرب"، يقول الداودي.