حصلَ متحف التراث الثقافي اليهودي بالدارالبيضاء على هدية فريدة من نوعها من قبل ديفيد سيريرو، مغني الأوبرا الفرنسي؛ وهي الهدية التي تتمثل في تحف فنية نادرة من إبداع صناع مغاربة تطلّب جمعها أكثر من 15 سنة من مختلف مناطق العالم. وقضى الفنان ديفيد سيريرو، فاسي الأصل والذي يعيشُ في نيويورك، أزيد من 15 سنة وهو يبحث ويجمعُ تحف نادرة تعودُ إلى صناع مغاربة ابتدعوها خلال فترات تاريخية ساحقة، واليوم فضّل إهداءها لأرض الأجداد، كما يقول. وأضافَ ديفيد سيريرو، مغني الأوبرا الفرنسي، في الحفل الذي أقيم تكريما لهذا التبرع، أن "هذه القطع تعودُ إلى المغرب، ومكانها الطبيعي هو المغرب". وأشاد الفنان، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، بأجداده الذين كرسوا هذه المجموعة ولأبيه بالأخصّ، "أجدادي غادروا المغرب، لكن المغرب لم يتركهم... أنا ممتن لوالدي الذي كان دائماً يربطنا بالثقافة المغربية. إهداء هذه المجموعة لأجدادي ستسمحُ لهم بالعودة إلى المغرب عبر الباب الرئيسي". وكان الجد الأكبر للفنان حاخام المغرب الأول، ورئيس المحكمة الحاخامية بفاس، حاييم ديفيد سيريرو (1883-1967). كما جرى التبرع بالوثائق الأصلية المتعلقة بالجالية اليهودية المحلية في ذلك الوقت، والتي جمعها ديفيد سيريرو، للمتحف. ويمثل هذا التبرع، بحسبهِ، "مرحلة جديدة تعكسُ الحب الذي يجمعُ اليهود والمسلمين المغاربة وعلاقاتهم الوطيدة في هذا البلد الذي طالما اعتبر جميع رعاياه اليهود كمواطنين مغاربة". وقال سيرج بيردوغو، رئيس الجالية اليهودية في الدارالبيضاء ومؤسس المتحف اليهودي، إنَّ "هبة المواطن ديفيد سيريرو، الذي هو باريتون مشهور في الولاياتالمتحدة، والتي تضمُّ حليات ومخطوطات نفيسة مثال لا يمكن دحضه على هذا الحب العميق الذي يكنه للمغرب". وجرى إنشاء هذا المتحف في عام 1997، وهو أحد المتحفين الموجودين في الدارالبيضاء المتخصصين في اليهودية مع متحف الملاح؛ وهما الوحيدان في العالم العربي. وشارك سيريرو في العديد من المهرجانات الخيرية التي نظمتها اليونيسف، وشارك أيضا مع حركة هداسا، وجرى تعيينه رئيسا في عام 2011 "الشاب هداسا فرنسا". كما أسس مجموعة "المواهب المحظورة"، والتي تهدف إلى تشجيع الفنانين الذين حظرهم النظام النازي. وفي فبراير 2020، سينظم أول مهرجان للأوبرا في الدارالبيضاء ومدن أخرى، حيثُ سيؤدي الفنان الفرنسي عروضاً، كما سيشاركُ أيضا في العديد من العروض في أبريل المقبل.