في الوقت الذي يتضمّن الخطاب الرسمي للدولة، على أعلى مستوى، دعوات إلى مغاربة العالم للاستثمار في بلدهم، يَجد عدد من المستثمرين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الراغبين في تلبية هذه الدعوة، معيقات جمّة، حين يحملون مشاريعهم ويعودون إلى المملكة، لتنفيذها. لبنى كيسي، واحدة من مغاربة العالم الذين واجهوا عراقيلَ كبيرة في تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية في المغرب، حيث كانت هذه المغربية المقيمة في ألمانيا، تعتزم إقامة مشروع استثماري إيكولوجي ضواحي مدينة الخميسات، لكنّ مشروعها لا زالَ متعثرا داخل أروقة مركز الاستثمار بالرباط وعمالة إقليمالخميسات. منذ سنتيم ونصف تنتظر لبنى كيسي أنْ تحصل على ترخيص للشروع في تنفيذ مشروعها الاستثماري الإيكولوجي، الذي يُواكب المساعي التي يبذلها المغرب في مجال حماية البيئة، لكنّها لمْ تتلقّ، لحد الآن، أيَّ جواب، رغم أنها أصبحت "مقيمة في الطائرة تقطع المسافة الفاصلة بين ألمانيا والمغرب، في بحث مُضن عن رخصة مشروعها"، كما تقول. بعْد أنْ بلغ انتظارُها مداه، وهي تنتظره التوصّل بردّ رسمي من الجهات المفروض أن تمنحها ترخيص إنجاز مشروعها، قامت لبنى كيسي بمراسلة هذه الجهات عن طريق عوْن قضائي، فتلقّتْ جوابا من طرف مديرة مركز الاستثمار بالرباط، فحواه أنّ المشروع "تحفظت عليه مصلحة المياه والغابات والسكنى والتعمير، وعامل الخميسات، لأسباب بيئية". الجواب الذي حملته رسالة مديرة مركز الاستثمار بالرباط، لم يُقنع المستثمرة المغربية المقيمة بألمانيا، ذلك أنني لم أحصل لحد الآن على قرار إداري مُعلل بأسباب الرفض، علاوة على أنّ السيد عامل الخميسات ليست له أي صلاحية للبتّ في المشروع، وإنما السيد والي الرباط هو الذي يملك صلاحية إصدار القرارات وتوقيعها، إما بالرفض أو القبول، مع تعليل المصالح بالأسباب"، كما قالت في تصريح لهسبريس. وذهبت المتحدثة ذاتها إلى القول إنّ "رسالة مديرة مركز الاستثمار بالرباط التي بعثتها إلي عبر العون القضائي، ليست مشفوعة بقرار رسمي معلل بتصويت المصالح وأسبابه بالرفض أو القبول، وهذا القرار يوقع عليه السيد الوالي وليس مديرة مركز الاستثمار"، مضيفة "لقد مورست علي أقصى أشكال وأنواع التماطل والتحايل الإداري، علما أنّ مشروعي هو مشروع إيكولوجي صديق للبيئة، وهو بصفْر مخلّفات وبصفْر مياه عادمة بشهادة خبراء ومختصين". وناشدت لبنى كيسي، الملك محمد السادس، في مقطع فيديو بثّته على صفحتها في أحد مواقع التواصل الاجتماعي بالتدخل للإفراج عن مشروعها الذي ظلّ مركونا على رفوف مركز الاستثمار بالرباط وعمالة إقليمالخميسات منذ سنتين، قائلة "أناشدك سيدي، باعتبار جلالتكم الوحيد الذي يحسب له المسؤولون ألف حساب، أن ترفع الظلم عني، ورد الاعتبار لي ولسمعة الوطن في ما يتعلق بالاستثمار في المغرب". وأضافت المستمثرة المغربية المقيمة في ألمانيا في النداء الذي وجهته إلى ملك البلاد "أصبحت مثل كرة الطاولة يُقذف بي بين الإدارة المغربية وألمانيا، لا رسائل ولا مكالمات هاتفية؛ أصبحت كائنا جويا أطير من المغرب إلى ألمانيا، وزوجي الألماني وبناتي عانوا أشد المعاناة، كما عانيت ماديا ومعنويا، بسبب اقتناء الأرض التي أعتزم إقامة مشروعي عليها، وتضرر سمعتي لدى الشركاء والعملاء الذين أتعامل معهم". وجوابا على الأسئلة التي طرحها عليها عدد من متابعيها، حول سبب حرصها على الاستثمار في المغرب، رغم العراقيل التي يواجهها المستثمرون، قالت "لم يجلبني ربح المال إلى بلدي وإنما جذبتني وطنيتي وعصاميتي في التشبث بحقي في أرضي، وتعاطفي مع أبناء جلدتي المقهورين ومع مدينتي المرهوبة المنكوبة، فكيف تطالبونني بالانكماش في بلاد الغرب والسكوت عن حقي في بلادي؟".