بعد أن وصف القناة التلفزيونية الثانية المغربية ب"القناة الصهيونية"، السنة الماضية، عادَ السلفي أبو النعيم، المعتنق لأفكار متطرفة، إلى إطلاق تصريحات خطرة، بُثت مباشرة على صفحته في موقع "فيسبوك"، استهدف بها جريدة هسبريس الإلكترونية والناشط الحقوقي أحمد عصيد. أبو النعيم، الذي جرّته اتهاماته للقناة الثانية إلى القضاء في مدينة الدارالبيضاء، وصفَ جريدة هسبريس الإلكترونية ب"الإعلام الماسوني الصهيوني، وإعلام المسيح الدجال الذي يحارب دين الله وكتاب الله ورسول الله نهارا جهارا"، بسبب تغطيتها محاضرة للناشط الحقوقي أحمد عصيد، ناقش فيها إشكالية "العنف والدين". ووصف السلفي المتطرف أحمد عصيد ب"المرتد"، و"الخنزير النجس"، و"الكلب العاوي الذي لا يريد أن يَرعوي"، وردَّ على دعوة عصيد الذي دعا إلى تعطيل آيات الجهاد في القرآن، بالقول إن "الجهاد ماض إلى يوم القيامة، وهو الذي سيحث الله به الحق، إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع". وكان عصيد قد أوضح، في محاضرة بمقر حزب الاشتراكي الموحد فرع تمارة، أوّل أمس الخميس، أنَّ آيات الجهاد الواردة في القرآن نزلت في سياق تاريخي معين لم يعد قائما اليوم، مضيفا أنه "ينبغي تعطيل العمل بها من أجل الحدّ من التطرف والإرهاب". وهاجم أبو النعيم عصيد قائلا: "لو أنَّ أحد الكفار أو المرتدين طرح أفكاره بأدب كنا سنردّ عليه بأدب، لكنَّ الذي يطعن في ديننا نقابله بالطعن، ومَن يهجُم نُهينه ونُذلّه"، مضيفا، وهو يلوّح بقبضة يده في الهواء "سأظل، ما حييت، أحارب الكفار والمرتدين والزنادقة ولو كنتُ في السجون، ولو كان بيدي أن أفعل شيئا وأنا في القبر بعد الموت لفعلت". واستنكر أبو النعيم على عصيد حديثه عن العنف في الدين الإسلامي دون أن يُفصّل في العنف الموجود في اليهودية والمسيحية، وقال مهاجما إيّاه "هل تستطيع أن تتحدث عن العنف لدى اليهود والنصارى، أم أنّ أسيادك الذي يُخططون لك ما تقول يُملون عليك فقط أن تهاجم الإسلام". وتابع موجها خطابه إلى عصيد "لا يمكن للعلمانيين أن يتحدثوا عن العنف في الديانتين اليهودية والمسيحية، ولا يمكنك أن تتحدث عن العنف لدى اليهود والنصارى، لأن أسيادك اليهود أبناء عمومتك وأحبابك أنت ملازم لهم"، مضيفا "أنتَ من اليهود وعليك أن تملك الجرأة للاعتراف بذلك". وختم أبو النعيم ردّه على عصيد بالدعاء على مَن وصفهم ب"المجرمين"، دون أن يَسْلم من لسانه حتى المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري، إذ وصفه ب"المرتد الذي مات كافرا"، قبْل أنْ يوجّه تحذيرا ملغوما فحواه "أقول إن لهذا الدين حراسا، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها".