كلب قذر. كلب نابح. حمار وسخ. حمار ناهق. خنزير ملعون .. هي تشكيلة الحيوانات التي اختارها "أبو النعيم" كلازمة تتخلل هجومه الشديد على من أسماهم "أعداء الرسول" عبر بث مباشر استمر نصف ساعة على صفحته الشخصية. أبو النعيم اختار كالعادة خطابا متشددا استمد مشروعيته من آيات الشدة على الكفار، وفق ما جاء على لسانه بعد أن وصف الصحفي القمش بعبارة "كافر مرتد خرج عن دين الإسلام بالكلية لأنه أتى ناقضا من النواقض الإيمانية المجمع عليها .. سنشتم هذا القذر لتطاوله على النبي". "الشيخ الداعية" كما يحلو له تسمية نفسه، لم يستسغ الشكاية التي تقدم بها القمش ضد موقع هبة بريس الذي اتهمه الصحفي بافتعال هذه البلبة وتعريضه للتكفير والتهديد بالقتل بعد أن أخرج كلماته عن سياقها، وقدمها كهجوم على شخص النبي عليه الصلاة والسلام، واعتبر أن هذه الشكاية إعلان حرب على "الصحافة" التي تخدم القضايا الشرعية، ولم يفوت أبو النعيم الفرصة كالعادة ليوجه سيلا من السب والشتم لجريدة الأحداث المغربية التي وصفها من جديد بالجريدة الصهيونية التي لا يحق لها الحديث في الموضوع. أبو النعيم الذي يبدو ككثير من شيوخ التشدد غير معنيين بالرد المطول الذي كتبه القمش ليبرر موقفه، ويؤكد أن كلامه أخرج من سياقه مع تمسكه بمهاجمة أئمة كتب الصحاح، فضل وضع الصحفي ضمن لائحة "الخونة الغدرة المتآمرين المرتدين الذين لا هم لهم إلا محاربة النبي" وفق ما ورد في التسجيل الذي أعلن فيه عن ضم الصحفي إلى لائحة المرتدين " القمش كافر مرتد.. عصيد كافر مرتد، وقد كفرت جماعة من المرتدين الملعونين وهم المهدي بن بركة والجابري والعروي وعصيد واليزمي ولشكر .. هؤلاء كفار مرتدون ليس لهم من الإسلام نصيب هم كاليهود والنصارى وعندي الحجج الشرعية القطعية البينة على كفرهم، كما أنني جمعت من أقوالهم وأفعالهم وتصرفاتهم ما يدل يقينا على كفرهم عليهم اللعنة". ابو النعيم اعتبر أن تناول من أسماهم ب"أهل الكفر والردة والزندقة" لموضوع الجهاد فيه الكثير من الإلتباس، مشيرا أن السيف لا يعني الإرهاب، بل هو دليل بطولة وشجاعة معتبرا أن النبي قد "شق بطن التاريخ بسيفه ورفع راية الإسلام"، وهو ما يجب أن يكون عليه أتباعه الذين وصفهم بالرجال المستعدين للموت جميعا دفاعا عن النبي، على عكس المرتدين الذين يخافون من القتل لأنهم "نتيوات" وفق توصيفه، مذكرا أن النبي جاء بالذبح، وأن الأمم "تحتفي بقتلتها في الوقت الذي نتنصل فيه من أبطالنا ونصفهم بالإرهاب …"