لم يستسغ المتطرف أبو النعيم، مناسبة عقد الندوة العلمية حول السلفية التي نظمت تحت إشراف وزارة الأوقاف بالرباط، فنصب نفسه العالم الوحيد والعارف الوحيد، مستعملا سلة من الشتم والقذف وزعها يمينا وشمالا، ومست الجهة المشرفة والمشاركين في الندوة، وغير المشاركين في الندوة، وتطاول على المؤسسات بالسخرية وعلى الشخصيات بالسب والشتم . الابتسار والتحريف هيمن علي الملاحظات التي اختارها أبو النعيم بطريقة متطرفة، انطلقت من عنوان الندوة وانتهت بهوامش استحضار شخصيات سياسية وفكرية، ليسلط عليها لسانه الطويل، معتبرا أن اختيار السلفية كموضوع لهذه الندوة جاء بإيحاء من مؤسسات تكيد للإسلام، والهدف تحريفها بعد أن أصبح لها وزنها العالمي، معتبرا أن التركيز على السلفية، والتغاضي عن موضوع الإجهاض كان الهدف منه عدم إغضاب من وصفهم بالعلمانيين والإعلام المرتد. ولم يسلم مكان عقد الندوة، من هجوم المتطرف أبو النعيم الذي اعتبر المركز الذي عقدت فيه الندوة «مؤسسة بنت لحمها من الحرام»، منتقدا ما وصفه بتلجيم العلماء من الحديث في المساجد إلا على هوى المؤسسة الدينية، وانتقل بشكل مستفز للهجوم على المشاركات والمشاركين في الندوة، معتبرا أن اختلاطهم وصل إلى حد التصاق الساق بالساق والفخذ بالفحذ، في مشهد صوره باجتماع الحرام. ووجه أبو النعيم سهام هجومه لوزير الأوقاف التوفيق، واعتبر أن الوزير فرض ثوابت إسلامية تخصه على المغاربة، وتقوم على المذهب المالكي والتصووف والعقيدة الأشعرية التي قال إنها تخالف الكتاب والسنة، إلى جانب إمارة المؤمنين، معتبرا أنه ت متوظيفها توظيفا سياسيا، معتبرا أن معناها الحقيقي هو «إقامة الشريعة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإغلاق أماكن الفساد..». وبشكل متعال وفيه كثير من الادعاء، ردد أبو النعيم في أكثر من موضع أن ثوابت في الإسلام، هي«الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع المتيقن والاجتهاد المعتبر الذي ينبني على الدليل»، متوجها بقوله إلى الوزير التوفيق «ما أن تضع مقدمة فرضتها فرضا، وأسميتها بثوابت فهذا أمر لا يعتد به»، مضيفا «ما دون ذلك (أي ثوابت الإسلام)، فهي أقوال الرجال جاء بها أصحاب المؤسسة الدينية، مما لم يشهد له قرآن ولا سنة ولا قول صحيح». وبعد أن قدم قراءته الخاصة، حاول تغليف ذلك بهجوم شعبوي على وزير الأوقاف، مرددا أسطوانة توقيف خطباء، مدعيا أن من رفض منهم موضوع خطبة مخصصة لرضاعة الأمهات وحوادث السير، يتم عزله، وكلما حاول بعضهم الاجتهاد في بلد يدعي الحرية، تتم مواجهته معتبرا أنه «لما تقام خطبة على حليب الأم أو حوادث السير ولا يلتزم بها الخطيب يتم عزله»، مضيفا «من يريد أن يقول الكفر والزندقة والإلحاد والفتنة لا يمنعه أحد.. ومن يريد أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر بالشروط الشرعية يمنع ويضيق عليه»، ليرفع عقيرته بالتساؤل «أين أنتم يا علماء المغرب من الدفاع عن كتاب الله وعن نبيه صلى الله عليه وسلم، و وحاول الهمز واللمز في شخص الوزير التوفيق، مستحضرا مذهب التصوف، منتقدا ما وصفه بالأساطير والبدع في الطريقة البودشيشية. ولتكتمل حلقة الهجوم على المشاركين في الندوة شن أبو النعيم هجوما عنيفا على العلماء، متهما إياهم بالبهتان والكذب، بل ووصلت ذروة الهجوم حين وصفهم ب«الكلب والحمار»، مستندا على قراءته لقوله تعالى «فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث»، وأيضا «كَمَثَل الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا». وفي محاولة لاستعمال ما رفضه سابقا في سياق كلامه، استل المتطرف أبو النعيم صراعه مع شخصيات سياسية لإحراج العلماء، وخاطبهم قائلا «يا علماءنا لماذا لم تجتمعوا حين هاجم لشكر القرآن الكري،م وحين أساء عصيد إلى النبي محمد (ص)»، بل وأقحم مرة أخري الإعلام في لعبته واصفا بعض المنابر ب«صحف المرتدين»، التي «تفوح بروائح كريهة في الانتقاد والانتقاص من شريعة رب العالمين». ولأن المتطرف أبو النعيم يهوى لعبة التهييج، فقد أقحم شخصيات سياسية وفكرية فيما وصفة سلسلة دروس حول السلفية، وعاد إلى إثارة اسمي إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي والباحث أحمد عصيد، اللذين سبق وحكم عليهما بالردة والكفر، ليوجه لهما سيلا من السب والشتم، حين وصفهما في هذا الفيديو ب«الحشرات القذرة» و«الأقزام الصغيرة»، بل وأقحم صراعا سياسيا يتعلق بالأغلبية والمعارضة، مخاطبا إياهما «لا تتباكوا كالنساء.. الرجال يقدموا صدروهم للرماح»، مضيفا «عيب ألا تكون فيكم شهامة ورجولة.. لكن وا أسفاه مع من وقعت مواجهتنا مع الصغار للأسف الشديد»، مشيرا وهو يبرر الهجوم عليهما أن ذلك جاء «بعد صبر طويل وتحمل شديد». عبد الكبير اخشيشن