صدر لمحمد نور الدين أفاية، الأكاديمي المغربي، كتاب جديد بعنوان "الصورة والمعنى"، عن المركز الثقافي للنشر والتوزيع في الدارالبيضاء وبيروت. ويطرح كتاب "الصورة والمعنى"، حسب ورقته التقديمية، مجموعة من الأسئلة المتعلِّقة بالنظر الجمالي في الفعل الإبداعي نظريا ونقديا، سواء على صعيد تطور الفكر الجمالي عامة، أو على مستوى السياق الفلسفي العربي، مع التركيز بالأساس على علاقة النظر بالصورة السينمائية باعتبارها كشفا للذات في تناقضاتها ومفارقتها وتوتراتها، والمجتمع في تفاوتاته ومطالبه وأوهامه وأشكال استلابه، وكشفا لكل مستويات الوجود الإنساني. ويرى أفاية في السينما إبداعا بصريا وجماليا يركّب بين ما ينطبع في المخيِّلة من أشياء الواقع، وما اختزن في الذاكرة من رصيد رمزي، وما يمتلكه الفاعل السينمائي من قدرة على التخيُّل، في تناوله للمواضيع التي تخترق المباح والمحرّم وتتناول الظاهر والمستتر، مما جعله أكثر الفنون التي أنتجتها الحداثة الفنية "ديمقراطية". ويذكّر أفاية، في هذا الكتاب، بأن السينما فن جماعي وحقل إبداعي يتميّز بخصوصية إجرائية في منتهى التعقيد والصعوبة، يعني معها إنجاز فيلم انتصارا على كل العوائق السياسية والاقتصادية والثقافية والنفسية التي لا تسمح للفاعل السينمائي ببناء صورته ورسالته. ويتضمن كتاب الأكاديمي المغربي قسما فكريا ونظريا، وقسمين تقنيين تطبيقيين، وقسما تأريخِيا ينظر إلى الإبداع السينمائي باعتباره حقلا غنيا للتفكير، وينظر في شروط إمكان استدعاء السينما لاحتلال المكانة المناسبة في المناقشة الفكرية والجمالية التي تدور حول أسئلة الحداثة الفنية في الثقافة العربية، وما تفتَرِضه من قضايا تهم الوجود والسياسة والتاريخ والثقافة والجسد والذاكرة والحرية.