صدر عن المركز الثقافي للكتاب ببيروت والدار البيضاء كتاب جديد لمحمد نورالدين أفاية تدور فصوله وأقسامه حول إشكالية السينما والحداثة الفنية في الفكر العربي المعاصر. وخصص افاية، القسم الأول لما أسماه « جماليات الصورة والكتابة٬» تناول فيه مسألة تجليات الجميل بين اندفاعات الذات وحضور الآخر٬ وسؤال الجماليات في الفكر العربي المعاصر. أما الفصل الثاني من هذا القسم فتناول فيه موضوع « السينما وتعرجات الكتابة»٬ حيث تعرض فيه لأسئلة الصورة والواقع٬ والروائي والسينمائي٬ واللغة والإبداع…في حين عالج أفاية في الفصل الثالث موضوعة السينما باعتبارها تفكيرا بالفعل.
وحرص الباحث على تعزيز كتابه بعدد من القراءات والدراسات التي دارت حول أسئلة الفكر والوجود في السينما٬ والسينما والموت٬ والآخر والتاريخ والمرأة والذاكرة والحكي. وفي فصول عديدة من الكتاب٬ وانطلاقا من اعتبارات تأريخية٬ تناول محمد نورالدين أفاية موضوعات تتعلق بصور المجتمع في السينما العربية٬ وفكرة الحرية٬ وسيرورة الوعي بالذات في بعض السينمات المغاربية. ويرى أفاية أن الموقف من السينما كان٬ ولا يزال٬ يعبر عن من موقف من « أكثر أشكال التعبير الجمالية والفكرية حداثة»٬ بل ويجد المرء نفسه أمام قضية تتجاوز الاهتمام السينمائي لتتشابك مع أسئلة الهوية والفكر والتاريخ والأخلاق٬ ونمط العيش والعلاقات الاجتماعية والاختيارات السياسية والثقافية. هذا، وتضمن الكتاب قسمًا فكريًا ونظريًا٬ وقسمين نقديين تطبيقيين٬ وقسمًا تأريخيًا٬ حيث توخى الكاتب النظر إلى الإبداع السينمائي باعتباره حقلا غنيا للتفكير في قضايا تهم الوجود والسياسة والجسد والثقافة والحرية.