عبّر عدد من السكان والجمعويين بجماعة "امكارطو" دائرة ابن أحمد نواحي مدينة سطات عن استنكارهم عمليات قطع أشجار بطريقة غير قانونية، ونهبها والمتاجرة فيها، معتبرين ذلك "جريمة بيئية" في حق المجال الغابوي، حسب تعبيرهم. محمد صحيح، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، فرع ابن احمد والدائرة، استنكر في تصريح لهسبريس ما نعته ب"صمت الجهات المعنية أمام عملية السطو على أشجار غابة "مكارطو"، خاصة على مستوى "عين عكَاب"، وبيع المحصول والاغتناء بطريقة غير مشروعة". وطالب الحقوقي المسؤولين المعنيين بالتدخل العاجل، عبر إيفاد لجان للتحري قصد إنقاذ المجال الغابوي من التخريب الممنهج الذي يطاله من طرف "عصابات الغابة" وتطبيق العدالة، موضّحا أنه رغم تعيين حراس بالغابة، إلا أن ذلك لم يحد من استمرار عمليات القطع والنهب. من جهته أوضح ياسين المصلوحي، المسؤول عن المنطقة الغابوية "سيدي السبع" ابن أحمد، التابعة للمديرية الإقليمية للمياه والغابات بسطات، أن تدخلات المياه والغابات بغابة "مكارطو" منذ سنة 2016 أسفرت عن تحرير 10 محاضر مخالفات، منها اثنان ضد مجهول، تم إكمال الأبحاث في ما بعد بخصوصهما والوصول إلى المخالفين. وأشار المتحدّث إلى أن تلك العمليات أسفرت عن حجز دابّة يتم استعمالها في تهريب الأشجار المقطوعة، وكذلك حجز كمّية من عود التدفئة، ليتم عرض جميع المحاضر على أنظار العدالة، من أجل البت فيها وفق المساطر القانونية الجاري بها العمل، وتطبيقا لظهير 10 أكتوبر 1917. كما أن عمليات الحراسة الليلية وعمليات المداومة يتم القيام بها بشكل مكثف، بالتنسيق مع السلطات المحلية والدرك الملكي؛ وهو ما ساهم في تراجع معدل المخالفات ب70% . وأوضح المصلوحي أن الإدارة تنهج، بالإضافة إلى ما هو زجري، سبل التوعية والتحسيس في صفوف الساكنة، قصد حماية هذا الموروث الطبيعي بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة، والمتمثلة في جمعيات هواية رياضة القنص التي توفر أيام عمل محترمة لشباب المنطقة، مع خلق إدارة المياه والغابات لأنشطة عدّة مدرة للدخل، كتوزيع صناديق تربية النحل وأشجار الزيتون، وأشجار أخرى مثمرة، لإعطاء البديل وإدماج أبناء المنطقة في التنمية المحلية.