بعد ال 11 يوما من الاعتصام والمبيت في العراء بمركز الجماعة الترابية تزارين، التابعة لإقليم زاكورة، قررت ساكنة دوار تولوالت، التابع للجماعة القروية إكنيون بإقليم تنغير، مساء الإثنين، مواصلة مسيرتها الاحتجاجية في اتجاه مقر جهة درعة تافيلالت بالرشيدية، من أجل المطالبة بتمكينها من سيارة إسعاف قالت إن عامل الإقليم السابق وعدها بها. وتمكنت ساكنة دوار تولوالت، مساء أمس، من قطع حوالي عشرة كيلومترات مشيا على الأقدام، والمبيت بدوار واوكلوت الواقع بالنفوذ الترابي لجماعة تزارين، في انتظار مواصلة المسيرة نحو مقر الجهة في الصباح الباكر ليوم غد. أحمد أيت ميمون، أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، قال إن "الساكنة اعتصمت أزيد من أسبوع بمركز جماعة تزارين دون جدوى، وقررت مواصلة المسيرة نحو الجهة من أجل إيصال رسالتها إلى جميع المسؤولين على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "شباب دوار تولوالت الذين يعملون بالرباط يستعدون لخوض وقفة احتجاجية أمام البرلمان غدا أو بعد غد"، مبرزا أن "الساكنة لا تطلب المستحيل، بل تطلب فقط تمكينها من سيارة إسعاف تم اقتناؤها من برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية، وتسليمها إلى المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة التي وضعتها تحت تصرف الطبيبة الرئيسية للمركز الصحي بإكنيون"، وفق تعبيره. وتابع أيت ميمون أن "الساكنة مستعدة لمواصلة هذه المسيرة لشهور أخرى إلى أن يتم تسليمها وسيلة النقل المذكورة"، مشيرا إلى أن "السلطات الإقليمية بتنغير وعدت الساكنة في وقت سابق بسيارتين للنقل المدرسي وسيارة إسعاف، وبرمجتها منذ سنة 2015، لكنها أخلفت وعدها"، على حد قوله. مصدر مسؤول، غير راغب في الكشف عن هويته للعموم، قال إن سيارة الإسعاف المعنية بالاحتجاج "تم تسليمها للمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بتنغير قصد تشغليها بالمركز الصحي ليستفيد من خدمتها جميع المواطنين بجماعة إكنيون بدون استثناء، ودوار تولوالت سيستفيد من خدمتها مثله مثل باقي الدواوير حسب الأولوية". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الساكنة المحتجة "تتوفر على سيارة إسعاف تم تسليمها إليها من طرف جمعية بإيطاليا، بالإضافة إلى أنها استفادت من سيارتين للنقل المدرسي لنقل تلاميذ المستوى الابتدائي"، مبرزا أن "دوار تولوالت وحده الذي استفاد من النقل المدرسي لتلاميذ الابتدائي"، مشيرا إلى أن "السلطات الإقليمية ووزارة التجهيز والنقل قامت بإصلاح المقطع الطرقي الرابط بين تولوالت وإكنيون من أجل تسهيل تنقل المواطنين لقضاء أغراضهم الإدارية والتسوق"، وفق تعبيره. وذكر المتحدث أن "جميع اللجان التي فتحت الحوار مع المحتجين في وقت سابق فشلت في إقناع الساكنة بالعودة إلى ديارها وتشكيل لجنة للحوار"، مبرزا أن "المطلب المرفوع من قبل الساكنة لا يمكن تحقيقه نظرا إلى كون جماعة إكنيون تضم أزيد من 60 دوارا، ومن المحتمل أن تطالب كل هذه الدواوير بسيارات إسعاف، خصوصا وأن الحزازات السياسية والانتخابية هي سيدة الموقف"، وفق تعبيره.