أصبح الشغور المستمر لمنصب رئيس جامعة محمد الخامس، إحدى أقدم الجامعات المغربية التي يوجد مقرها في العاصمة الرباط، يقترب من الديوان الملكي، فقد وضع عدد من الأساتذة هذا الخيار أمامهم بعدما تأخرت حكومة سعد الدين العثماني في تعيين رئيس جديد رغم إجراء مباراة انتقاء قبل أشهر. ووجه عدد من الأساتذة الجامعيين رسالة إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، للمطالبة بتعيين رئيس جامعة محمد الخامس في أقرب مجلس حكومي بناءً على نتائج مباراة انتقاء جرت بداية يوليوز الماضي. وقال الأساتذة، وهم أعضاء مجلس جامعة محمد الخامس بالرباط، في رسالتهم التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، إنهم قرروا تعليق أشغال المجلس "إلى حين تعيين رئيس للجامعة وفق نتائج الانتقاء"، مؤكدين على "غياب مبررات قانونية تفسر هذا التأخير الذي بات يهدد الرمزية التاريخية والعلمية لجامعة محمد الخامس". وأشارت الرسالة إلى أن اجتماع الدورة العادية لمجلس الجامعة، الذي عقد الجمعة 26 أكتوبر، عرف "رفض مناقشة النقط المدرجة فيه، نظراً للوضع التي تعرفه الجامعة في غياب رئيس معين"، وبناءً على ذلك قرروا تكوين لجنة عن مجلس الجامعة لتبليغ رسالة إلى رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية. وقرر هؤلاء الإبقاء على مجلس الجامعة مفتوحاً إلى حين تجاوز هذه الوضعية، ولم يستبعدوا الاحتكام إلى الملك محمد السادس "بمراسلة الديوان الملكي إذا اقتضى الأمر"، حسب المراسلة التي وقعها سبعة أساتذة جامعيين، وهم محمد الماحي وهشام صدوق وعبد الرحيم المنار اسليمي وشريفة لموير وبنعيني رضوان وأوزير مصطفى وعمراوي محمد. وعبر الأساتذة عن "رفضهم القاطع لكل محاولات التراجع عن النتائج المنبثقة عن لجنة الانتقاء"، وشددوا على ضرورة "احترام الحكومة للمساطر القانونية في التعيينات والمنهجية الديمقراطية التي تمخضت من داخل مجلس الجامعة يوم تم انتخاب ممثليها في اللجنة السالفة الذكر". وحمل الأساتذة الجامعيون الحكومة "كامل المسؤولية لما آلت إليه الجامعة في غياب رئيس يمكنه أن يعلن فتح باب الترشيحات لثماني مؤسسات تابعة لها، باتت تسير بعمداء ومدراء بالنيابة"، حسب ما جاء في المراسلة الموجهة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني. كما استغرب الأساتذة أعضاء مجلس الجامعة "تماطل الحكومة في هذا التعيين، لما يترتب عن ذلك من صعوبة انخراط الجامعة ومؤسساتها في إنجاح ورش التعليم الإستراتيجي المنتظر للنهوض بالمنظومة التعليمية وتحقيق التنمية الشاملة استجابة للتوجيهات الملكية السامية". وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أعلنت في 12 مارس الماضي فتح باب الترشيح لمنصب رئيس جامعة محمد الخامس بقرار نشر آنذاك في الجريدة الرسمية، ما يعني مرور ثمانية أشهر إلى حدود اليوم.